Wednesday, September 10, 2008

أمس انتهينا





سأتذكر ألا أبكي عند توديعك, وأن التفت مرة اخيرة لأراك ترحل, سأدعو الله ألا تكرهني, ولكن أن تنساني ويبدل الله حبك لي بحبٍ أكبر ملئ السماء! سأتذكر أن أمنع نفسي عن مهاتفتك مساءا , سأفكر بأن امحي ارقام هاتفك, سأتردد قليلا –بل كثيرا- و سأمسحها بينما عيناي تدمعان, ولكني سأذكرهما طويلا... طويلا جدا! سترتجف فيروز وهي تغني "شو بخاف نص الليل ما حاكيك"..وسأقنع نفسي انه القرار الأصوب لكلينا! صباحا, سأعي تماما انك لن تتصل, ولن اسمع ضحكتك واني لن أراك بالعمل , فقط سأضيف القرفة الي كوب من اللبن الدافئ وانظر الي الصور الاخيرة لي بالمكتب, وتلك الصورة التي جمعتنا...اخر صورة تجمعنا! فيروز ستؤكد لي انه "امس انتهينا"... سأتعود ألا اسأل عنك, وسأؤكد لنفسي انك بخير... سأكرر لنفسي انه كان القرار السليم..فامسك بـ"ابر التريكو" المعدنية الباردة, لابدأ غزل كوفية شتوية زرقاء اللون ... واغزل معها كل كلمة تبادلناها وكل شجار طفولي وكل خصام وكل ضحكة وكل مكالمة, وكل قطعة شيكولاتة , سأغزلهم جميعا لألتف بها في الشتاء الذي يطرق الابواب! لا بل سأعزي نفسي اني اغزلها من اجلك, ولاجلك فقط,, وسأحكي لكل "غرزة" صوفية بسر من اسرارنا الصغيرة... الكثيرة! وسأتذكر حين أراك مجددا ان ابتسم, ألا تدمع عيناي, وألا التفت هذه المرة..فأمس انتهينا!ه


.


(تمت)