Saturday, June 28, 2008

عامٌ ...وعام

اذا كنت تقرأ هذه التدوينة... فأنت تتابع مدونتي اذا منذ عامين...(او اكثر بقليل فأنا بدأت التدوين في منتصف ابريل وانشئت مدونتي الحالية في 27 من يونيو)...او ربما منذ عام واحد..او قد تكون المرة الاولي لك هنا..علي اية حال..مرحب بكم جميعا...زواري الصامتين..وزواري المشاركين..ه

انتم اذن هنا في "مسرحي الخاص"...او لنقُل تتصفحون مذكرات او يوميات... سمها ما شئت..وان كنت احب ان استعير تعبير عبد الوهاب المسيري "غير ذاتية غير موضوعية"..كذلك هي مدونتي..ه


بعضكم يعرف فراشاتي الملونة وارض قوس قزح وغزل البنات" البينك"... واخرين يعرفونني بأني تلك الرومانسية ذات لمسة حزن ..او بأني المرادف الاخر للحنين..و تعريفات اخري... ولكني انا هو انا..وصفحات مدونتي هي تتخذ كل السبل لتسجل تلك اللحظة ايا كانت للتعبير عنها... فترتدي ثوب القصة.. او تتجسد في اغنية.. او تكمن في مقولة ما.. او حتي صورة...ذلك هو مسرحي العبثي الواقعي جدا



علي مدار رحلة التدوين تلك... اختفي بعض الاصدقاء الاعزاء وتوقفوا عن التدوين- وافتقدهم.. واستمرت الرحلة مع اخرين.. و تعرفت علي اصدقاء جدد..ولكني استمر –كالعادة- بالحديث الي نفسي..فأنا اكتب لي..لكي اتواصل معي..و لكي نصل انا وانا الي اتفاقية سلام ومعايشة

كانت لي افكار جنونية بمناسبة العام الثاني التدويني ... بأن اغير لون المدونة مثلا..والبسها ثوبا ابيض للتفاؤل المتزايد..او ثوبا ورديا.. لتناسب طبيعتها الطفولية احيانا.. او ان اعبث بتلك الاكواد الشياطانية لتغيير شكل المدونة.. بل وزاد الجنون..ان اسميها "هاجريزم" – علي وزن السيراليزم و غيرها من مدارس الفن والادب- علي انها مدونة تحمل حواري الذاتي و ما تأثرت به من مواقف شخصية او احداث او كتب او افلام.. فمدونتي هي شواهد قبر علي كل ذلك...ولكن في الحقيقة... اعترف اني لا احب التغيير.. طفلة انا..اعتدت علي شكل مدونتي كذلك..واسمها ذو النبرة الغريبة - والمعني الاغرب-.. كأنه كشكولي الخاص الذي اسجل به تلك التفاصيل الصغير..وقد اتفقنا .."انها دوما التفاصيل الصغيرة"! فأعبث خلسة بالتفاصيل الصغيرة..أضيف الي مسرحي الخاص ما يمسني شخصياً.. فتجد كنز اغاني الطفولة البعيدة القريبة...او ملاذي المنير..وغيرهم!

فمدونتي كغرفتي الصغيرة..تحوي ما الجأ اليه للدفء
.

.

كان لي حلم..بأن ازرع نبتة..اراها لتكبر لتصير شجرة..و لتمر الاعوام وهي هناك راسخة الجذور..فأنا اعشق الاشياء التي يمر عليها الوقت..لاتذكر كيف وجدتها او وجدتني من ذي بدء..ولذلك انا اسعد بأن مدونتي الان يمر عليها عامان..ولازالت تستمع الي هلوساتي بلا كلل او ملل!ه


سؤال طفولي اخير: هو ممكن البلوجسفير مع الزمن يختفي عشان يطور للاحسن...يعني ممكن بعد خمس سنين مثلا من دلوقتي..تكوون " ابيتاف" لسة هنا؟

____

ملحوظة: الصورة لست ادري كانت عثرت عليها وكتبت عليها في محاولة جنونية مني بتغيير شكل المدونة.. بمساعدتها بالطبع..ولكن المحاولة لم تكتمل..فقط لاكتفائي بالوضع الحالي :)ه


Monday, June 23, 2008

*يا رب*




جوايا حاجة بتضوي...بتحلم..وتقرب لشمس بكرة


أنا أشك..اذن...أنا موسوسة






*خوف بيضلم الفرحة*
.


.


في عز فرحتنا...دايما نلاقي الخوف


Saturday, June 21, 2008

A Conflict....!






"I've been a great deal happier," she said at last ,timidly, "since I have given up thinking about what is easy and pleasant, and being discontented because I couldn't have my own will. Our life is determined for us - and it makes the mind very free when we give up wishing, and only think of bearing what is laid upon us, and doing what is given us to do."




"But I can't give up wishing,"said Philip, impatiently. "It seems to me we can never give up longing and wishing while we are thoroughly alive. There are certain things we feel to be beautiful and good, and we must hunger after them. How can we ever be satisfied without them until our feelings are deadened?"






______


From the Chapter "In the Red Deeps," of George Eliot's novel, The Mill on the Floss.




P.S. : A conversation between Maggie Tulliver and Philip Wakem. A conflict I could not resolve...!



Wednesday, June 18, 2008

ولكني أكره الانتظار







اديني..مستنية..!ه



Saturday, June 14, 2008

زحاليق قوس قزح







تحدثت دندنة وتسنيم وريم عن "الزحلقة" علي قوس قزح..فقررت ان اشاركهن الغزل بنول الالوان


_____


ابيض

ورقة بيضاء تماما..قبل الشخبطة..لون برائحة الفانيليا..او الزبادي ..لون البراءة


بمبى
غزل البنات... لون كل اميرات ديزني.. باربي..برائحة السكر..لون الطفولة


احمر

فستان انثوي..عطر فرنسي.. وردة متفتحة..قبلة.. له رائحة الفراولة..لون الاشتياق


اخضر

ليس بلوني المفضل ..اوراق النباتات التي اعتدت مراقبتها لدي جدتي ..رائحة الكانتلوب..ورائحة المطر ايضا..لون الامل



بنى

الشيكولاتة بالطبع..رائحة البن...لون التاريخ والماضي


اصفر

الشمس...رائحة الليمون اللاذع..واحيانا لون الاستفزاز والغيرة


لبنى

السما..حضن كبير.. لا رائحة له..لون الهدوء

بيج


ايشارب حرير.. التراب..لون له رائحة النسكافيه الذي لا احبه اطلاقاً..لون الهروب الي صحراء بعيدة..وكذلك لون الذكريات


ازرق

لوني المفضل...فيروز.. "شايف البحر شو كبير..كبر البحر بحبك..شايف السما شو بعيدة..بعد السما بحبك".. لذا هو برائحة البحر..وهو لون البرود ايضاّ



اسود

الكحل.. العيون...لون الاسرار و الغموض...لا رائحة له..وهو احيانا لون الليل الكئيب


______


وانتم..؟ الالوان دي بالنسبالكم "بترسم" ايه؟

Just a Mood...


Playground school bell rings again

Rain clouds come to play again

Has no one told you she's not breathing?

Hello…I'm your mind giving you someone to talk to

Hello…

If I smile and don't believe

Soon I know I'll wake from this dream

Don't try to fix me I'm not broken

Hello ..I'm the lie living for you so you can hide

Don't
cry

.

.

Hello- Evanescence

Sunday, June 8, 2008

بيبي دول..لا قصة ولا مناظر





هل تستطيع ليلة واحدة من المتعة ان تصلح ما صنعه ستون عاما من الالم؟


(مقولة علي الصورة اعلاه)


___



عايز تشوف عن الهولوكوست, احتلال العراق, المقاومة الفسلطينية, الارهاب في مصر, احداث 11 سبتمبر, وقائع مؤتمر السلام.. اهلا بك في ليلة البيبي دول..ذو الاسم الرنان وقائمة من الممثلين عشان يجذب اكبر قدر من محبي ومعجبي كل فنان وفنانة

محمود عبد العزيز(حسام).. اعتقد انه الشخصية الوحيدة الطبيعية الواقعية في الفيلم ده, يبان انه بتاع هلس و بس , لكن ليه موقفه الثابت ووعيه وادراكه بمجريات الامور حوليه في العالم ده, مش معني ان شغله في امريكا انه عميل, ومش معني انه بيشتغل في السياحة, انه مالوش موقف سياسي واضح وصريح تجاه احتلال اسرائيل لفسلطين وموت الابرياء في العراق...( الحقيقة افتقدناك كثيرا بروحك الحلوة وخفة دمك ع الشاشة)..وحاز فعلا علي اعجاب الجميع
.
نور الشريف (عوضين), اللي تحول من الجندي الوطني الشريف, الي ارهابي, الي خائن لاصدقائه, الي رجل يتألم يشعر بمرارة لما مر به من تعذيب في ابو غريب وخسارة حبيبته تحت عجلات الدبابة الاسرائلية...بس بتفضل مرارة شخصية بتتخفي تحت عباءة الجهاد والمقاومة..لانه عايز يثأر لنفسه... الحقيقة نور الشريف بقي بيمثل بشكل واحد لا خلاني اتعاطف معاه..ولا خلاني احس بشره وغدره... وجوده مكنش مؤثر رغم انه دوره محوري جدا في الفيلم..فهو عوضين اللي مطارد من الجميع
.
محمود حميدة.. الضابط المصري اللي واجه عوضين (نور الشريف) في مرة ودلوقتي بيقابله تاني..الحقيقة, محمود حميدة خذلني.. لانه لم يترك اي بصمة...دوره عادي جدا...لدرجة انك تفتقد محمود حميدة فيه
.
احمد مكي... اخيرا يتخلص (هيثم الكوول بتاع كبر الجي و روق الدي باين) ليطلع في دور مفاجأة شكلا وموضوع... شاب...سائق تاكسي عادي من بتاع الابيض في اسود..اللي عامل دماغ بازازة دوا كحة ومثاله الاعظم شعبولا , ونشيده الوطني هو (انا باكره اسرائيل), شاب توفي اخوه شهيد, مجند من اللي ماتوا ع الحدود في رفح برصاص اسرائيلي غادر, شاب من اسرة فيها 7 افراد, بياكلوا لحمة حمير, وعايشين بمية وخمسين جنيه في الشهر, بيحلم بتاكسي بتاعه...يعني شاب مصري عادي جدا..من اللي موجودين... وهو بيقوم بتوصيل عوضين الارهابي لغاية ما بيكتشف حقيقته
.
جمال سليمان (شكري), سائق تاكسي برضه, بس بقي تاكسي العاصمة, خريج الجامعة , المتظاهر قديما, المتشائم دائما, مساعد اللارهابي عوضين, صديق محمود عبد العزيز (علي اعتبار ان الدنيا صغيرة) متعلم وابن ناس (و من سوريا ومجاش علي ذكرها تاني اعتقد انه ذكرها تفسيرا للكنته ليس الا) بس قرفان من مشاكل البلد والوطن العربي...رغم تأيده "لنضال" عوضين..بيتغير موقفه في الاخر لما يشوف حقيقة الارهاب, وقتل الابرياء في سبيل الثأر الشخصي, ولما بيلقي "السلام عليكم"..برصاصة غادرة من عوضين, بيصمت صوت السلام
.
ليلي علوي... امريكية, لها اصول المانية, شهدت عائلتها الهولوكوست, تكتشف من خلال تعرضها لعقليات ومواقف مختلفة.. ان بوش هو اللي وصل الامريكان لتلك الحالة انهم مكروهين..تحلم بسلام ..عاجزة عن تحقيقه بصورة عادلة..انما سلام بالمفاهيم الامريكية...في الاجمال ليلي علوي كانت مصطتنعةجدا في تمثيلها وشكلها حتي... غير مقنعة بالمرة, بل ان يسرا كانت ح تبقي افضل منها يعني (لو اضطرينا نستحمل الاتنين يعني)ه
.
سلاف, نيكول سابا, اسامة منير, روبي...الحقيقة, ولا دور منهم كان محتاج تلك الاسماء الرنانة !دعاية للفيلم ليس الا..يعني استغلال تجاري واهو اسمهم اتقال انهم كانوا في الفيلم ضخم الانتاج والكلام الكبير ده! يعني كان ببساطة ممكن الاستعانة بممثلين اقل منهم شهرة واحسن تمثيلا وكانوا ح يقوموا برضه بالدور ..لان حتي الادوار دي مش اضافة ليهم يعني...غير ان طبعا الاسماء دي بتجذب لكل منها شريحة من الشباب والمعجبين اللي جايين بقي يعني..واخدين مقلب من الاخر.. بصراحة لا حضور ولا تميز! غادة عبد الرازق (ليلي خوري علي وزن راشيل كوري) اليهودية المصرية, وناشطة السلام والمراسلة. واللي سحقت تحت الدبابة (قصة راشيل كوري يعني)...كان دورها عادي برضه..شغال! اغنية روبي اللي مش ليها اي معني في حفلة راس سنة بالفستان الشفاف بتاعها ده, برضه يعني لو جت خلفية من غير ظهورها كان ح يبقي اوقع! محمود الجندي قام بدور احد العراقيين اللي بيتمنوا يوم من ايام صدام احسن من ظلام الاحتلال..وبيصرح "وينك يا الله".. كان مشهده قوي..ومقنع! عزت ابو عوف اللي يهمه الاستثمار والبيزنس ومش مهم مع مين او مصلحة البلد ايه..فمصلحة الفرد قبل كل شئ ( رمز لكل ذو نفوذ ومال)ه


.
مشهد رقصة (علا غانم): كانت بترقص, وهي بتبكي, رقصة الموت الاخير, حولها من العرب والجنود الامريكان وبترقص بين الدمار, بدأوا يقطعوا في فستناها, وانتحر العسكري الامريكي! لو بصينا ليها علي انها الارض العربية او العراق, اللي بينهش فيها مش الاحتلال بس اللي بيغتصب ارضها,انما حتي مشاركة العرب بمشاكلهم الطائفية او بيصمتهم...فهنا تكمن الرمزية..اما بالنسبة لانتحار العسكري فلربما هو لما اكتشفه الامريكان انها ليست حربا للتصحيح انما خدعة كبري!ه
.
وهناك مشهد اخر يستحق الاشادة, هو مناظرة بين محمود عبد العزيز و بيتر (جميل راتب) الامريكي... هو مشهد مكتوب بحرفية..و بيتم تفنيد كل حجج الامريكان, فمش كل الامريكان بوش, وكذلك مش كل العرب بن لادن!ه
.
مشاهد التعذيب في ابو غريب وغيرها...الحقيقة كانت قاسية جدا وعنيفة بصورة غير مبررة, ومش ليها اي لازمة! مش لازم اتبع مبدأ صدم المشاهد ورا بعض عشان "تعرية الحقيقة" لان الحقيقة مؤلمة ومعروفة ومش لازم اشوفها ع الشاشة بتلك الدموية..اللي انا شفتها بصراحة


gross and offensive
.
الفيلم بيطرح سؤال الامريكان: هما ليه بيكرهونا؟ والاجابة كانت بوش!! (اهو بوش ماشي اما نشوف) ثانيا, مطالب المشاهد انه يري ان ليس بكل يهودي صهيوني..وان الغرب لازم يعرف ان زي ما الاسرائليين تم ابادتهم فهما دلوقتي بيعملوا ما هو اسوأ! يعني العملية كلها معتمدة علي التوازي في القصص! زوجة محمود عبد العزيز الاولي ثريا (نيكول سابا) ماتت في اقتحام بيت لحم, كذلك غادة عبد الرازق اليهودية..ماتت بدبابة اسرائيلية! زي ما بيتر حرم من رؤية احفاده, عوضين حرم من رجولته! زي ما ليلي علوي ماتت جدتها في الهولوكوست, زي ما كل فلسطيني مات علي ارضه! هي علاقات متوازية..ويجب التفريق ما بين مقاومة المحتل, اغتصاب الارض, الانتقام, والسعي للسلام الحقيقي الشامل برد الحق لاصحابه!ه
.
عنوان الفيلم..الحقيقة يستحق الوقوف عنده! هو اسم تجاري ليجذب الجمهور (هو الفيلم قصة ولا مناظر) زي ما اسماء زي روبي ونيكول سابا مثلا ع الافيش! لكن علي هي رؤية الوطن ..او بمعني اصح "الارض"... بتلك الشهوة؟ لاغتصابها من قبل المستثمرين اللي من غير ضمير, او من قبل العسكري المحتل... ام رؤية الارض, بشهوة العائد لزوجته /وطنه... شبه عارية, يري عيوبها, لكنه لازال يشتهيها؟! وقد لا يحتمل العنوان كل ذلك..انما مجرد شنطة تبودلت بين محمود عبد العزيز و جمال سليمان و محمود حميدة و نور الشريف...وكله علي سبيل المصادفة والخطأ!ه
.
اخيراً..ظهور عمرو اديب كان بدون اي داعي الحقيقة...وكلمته الاخيرة "دي ليلة مووز مووز" انا الي الان لا فاهماها ولا عارفة ايه لزمتها.غير انها عزبة انتاج الفيلم علي اساس ان الفيلم فيلم ابونا..والجمهور مش ح يطردونا!ه
.
الفيلم ماشي..شغال...لكن...تلك القضية تم معالجتها بحرفية اقوي وارقي واشد في افلام تانية.. مثلا فيلم ستيفن سبيلبرج (ميونخ) حتي ولو من وجهة نظر صهيونية بحته..ولكنه عرض ايضا المشكلة والنظرة الاسرائيلية والعربية للجهاد والتطهير والارض (بنفس الفكر الجنسي الشهواني علي فكرة)!
ه


.


.


Tuesday, June 3, 2008

تنذكر ..ما تنعاد






رأته...! كان يجلس بطاولة بعيدة في ركن المقهي. وحيداً, يبدو شارداً وفنجان القهوة! تسللت شعيرات فضية الي رأسه علي رغم سنواته التي لم تتجاوز الثلاثين الا بقليل. كانت تعلم ان زواجه مُني بالفشل, وبدأت أعماله تنهار, سافر وعاد..ثم سافر مجدداً..وأخيراً عاد ليستقر و يلملم شتات ما تبقي! كان هناك, يفصلهما بضع طاولات, ووجوه تثرثر وتضحك ..وجوه لا تدري انها تقف امام فواصل زمنية وذكريات امتدت لامد بــعــيـد.. تقف بينها وبينه! ظلت ترمقه من خلف نظارتها السوداء بحرية تامة, تري عبث الزمان به وتسر الي نفسها "اللهم لا شماته", فهي لم تسعد ابداً بحالته تلك, حتي حينما علمت بطلاقه, اسفت له ولما آل اليه, تتسائل اين هو ذاك الشاب الذي عرفته فيما مضي فارساً مغواراً يملك الدنيا...و أحبها يوما ما! او هكذا ادعي حتي حينما تركها بدعوي تحقيق أحلامه التي هي لم تصر جزءاً منها ! حينها , ثارت ثائرتها, صمتت, بكت, غضبت, كرهته, هدأت...سامحت... و نـ ـسـ ـت! بحثت بداخلها اليوم عن هذا الغضب حينما علمت بعدها بزواجه التقليدي , لم تجد... حتي انها بحثت عن كلمات الكره –او حتي الحب- لتكيله اياها حتي لو من خلف نظارتها في صمت ...فلم تجد ايا منها ايضاً! انه هنا اليوم في مواجهتها مثلما تمنت اعوام مضت, لتقفز بين ذراعيه كطفلة ان شاءت, او لتحييه بترفع وغرور جارحة كبريائه, او لتنظر اليه نظرة عشق ...او حتي لتصفعه لما فعله وعلي ليالٍ بكت فيها وحيدة وجرح ينزف بلا هوادة.... ولكنها لم تحرك ساكناً, فقط تترتشف من قهوتها بهدوء, ناظرة اليه من خلف نظارتها السوداء! كأن البركان الكامن داخلها من حب و حنين و غضب قد خمد بفعل الاعوام! لا... بل خمد يوم ان هاتفها يبكي بعد فشل زواجه, وهي لم تجد كلمات سوي انها قد سامحته –والاهم انها سامحت نفسها- علي ما مضي, وان عليه نسيانها.. هكذا اجابته بكل هدوء وكبرياء ! تتعجب اليوم, فهي لا تستطيع حتي استدعاء اية ذكري صغيرة لهما جعلتها تبتسم, كلها رؤي بعيدة لايادي متشابكة, لاعياد ميلاد, لضحكات.. اشياء فقدت خصوصيتها..وفقدت سحرها! وكلها تفاصيل صغيرة كانت تعذبها يوماً ما, تؤرقها ليلاً وتعذبها نهاراً...ولكنها اليوم لم تعد هناك! كأن كل هذا لم يكن..كأن كل ذلك لم يحدث لها هي... كأنه لم يسمعها كلمات العشق الحارة, كأنها لم تمسك ابدا هاتفها عند منتصف الليل لتهمس له "احبك"..كأنه لم يقدم لها وردة مع كلماتٍ لفيروز.. كأنه حلم بعــــيد...او كابوس وانتهي ! تردد لنفسها, ان حقاً ما مضي قد مضي, حتي الجرح لم يعد جرحاً!! رؤيته اليوم لم تحي ذكري حب قديم, ولم تحي مشاعر كره حتي, فهي لم تر فارسها هناك بحصانه الابيض, ولم تر قاتلها كما كانت تسميه عندما افترقا... هي لم تر سوي شخص ملامحه مألوفة, كتلك الوجوه من حولها, يحتسي قهوته في شرود في ركنٍ بــمقهي!ه
.
.
.
انتهي زوجها من مكالمته الهاتفية التي شغلته عنها, سألها ان كانت علي استعداد للرحيل, ابتسمت مؤكدة, دفع الحساب, ولف ذراعه بحنان حول كتفييها العريضين, خرجت دون حتي ان تلتفت , او تلقي نظرة اخيرة! بالسيارة, خلعت نظارتها السوداء, ونظرت الي زوجها بثقة وقالت " تعرف؟.... انا بحبك بجد"ه


.


.


العنوان: اغنية لفيروز


.


.