Wednesday, September 3, 2008

صمت الحياة







ظلت مستلقية, غير عابئة بأشعة الشمس التي تحاول ان تداعبها لتشرق للحياة ..! ظلت علي تلك الحال لساعات الان, لا تجد جدوي من النهوض... هي فقط لا تريد! تجيب علي هاتف المنزل, فقط ليصمت ضجيجه المزعج, تصطنع الضحك, لو يراها محدثها لعلم انها تود ان تخنقه لا لتضحك له, لكنه لا يراها علي اية حال, هو فقط سيسألها عن الصحة والحال, وهي ستجيب بالاجابة المعتادة "الحمد لله .. بخير"! "بخير"؟ ... اي خير هذا في تلك الوسادة المبللة بدموعها دون اي سبب معلن! تنهي المكالمة سريعا.. بضحكة اخري, مؤكدة انها ستبلغ الرسالة وما الي ذلك .. وتدعو الله ألا يتصل اي احد اخر..والا هشمت الهاتف فوق رأسه! وتستلقي مجددا... كسولة.. تحملق في تلك النجوم في سقف غرفتها التي لا تضئ مع نور الشمس... في الحقيقة هي لا تضئ علي الاطلاق! كأنما خمدت نور تلك النجوم..مثلما خمدت روحها تماما! تحاول التنفس ... ! "بخير"؟؟ .. هي بخير فعلا, لم يصبها مكروه, لا تتألم, ليست وحيدة ... ولكنها لا تستطيع التنفس, كأن شيئا ما مثقلا يضغط علي صدرها يثقلها بالهموم! اي شئ هذا لتستجديه ليرحل عنها حتي تحيا؟! وأليست هي بحية؟ تشعر كأن روحها تموت .. في غرفة الانعاش..تود صعقة كهربائية لتنشط و تعاود النبض من جديد! جرس اخر ... "الموبايل" .. لا ليست برنة فيروزية لتعلن بفرح انه هو المتصل (لأنه ببساطة لن يتصل... تباً!!) ! فلا تجيب ... هي لا تود الحديث..اي حديث... لا يهمها...لان اي حرف ستنطقه سيكون ادعاءا بالرغبة في الحديث والتواصل..وهي لا تريد...لانها لا تقو علي الكلام ! هي تود ان تسلتقي هكذا....لمتي؟ لا يهم ... في الحقيقة, هي لا تعلم... لكن مؤكد انها ستنهض , ستضطر مثلا ان تجيب جرس الباب لتخرسه, لتبحث في المطبخ عما يصلح للأكل –فهي حتما ستشعر بالجوع لكنها كعادة المكتئبين ستنظر الي الطعام المعد ولن تتذوقه حتي ! ستنهض ربما لتبحث بهيستيرية بين القنوات عن اي مسرحية كوميدية لتدفعها دفعا علي الابتسام والضحك, فلن تضحك! فتلجأ مضطرة الي فيلم رومانسي مؤلم- فلابد انهم يعرضون فيلما رومانسيا ليرسل اشارة ما لها- فتنخرط امامه في البكاء ... وحينها ستبحث عن هاتفها, وتحدثه... لتعاتبه قليلا عن غيابه.. لتسمعه يؤكد لها انهما سيكونا علي ما يرام رغم كل شئ...فتتنفس أخيرا, ...ثم يتحدثا , سيصمت ويتركها تتحدث عن الذي اتصل بها صباحا وعن المسرحية التي لم تضحكها و عن النجوم التي لا تضئ وعن الفيلم الذي يبكيها, وعن العلامات التي تجتاح حياتها, فيهمس لها قليلا يطمئنها, ويضحك علي بكائها الطفولي علي فيلم قديم سخيف ,لتنهض بعدها وتمشط شعرها بخصلاته المبعثرة, وتستلقي مجددا علي سريرها الوثير – مبتسمة تلك المرة- لتري نجومها الملتصقة علي سقف الغرفة ...مضيئة مرة أخري, مثل قلبها الذي يحاول الابتسام من جديد !ه


تمت