أنتهي من صلاة الفجر..وأغلق كل شئ آخر! آخذ حمامًا دافئًا، أصفف شعري وأتركه مسدلًا وابتسم في المرآة. يبدو وجهي رائقًا دون دموع عدا الهالات السوداء تحت عيناي. ابدأ بقراءة القليل من السور القرآنية، واحفظ بعض الآيات لليوم – وأتعهد أن أواظب على ذلك كل اليوم-أنتهي..فأُقبّل المُصحف وأضعه إلى جانب وسادتي ليبعد الكوابيس. تبدأ ساعات النهار في أن تبدد الظلمة... فتتسع ابتسامتي!! أطلي أظافري بلونٍ مبهج ... لعل الألوان تجد طريقها إلى الروح! أنظر إلى أظافري وأفرح كطفلة صغيرة في ليلة عيد- حتى لو كنت سأزيله بعد ساعة لأني اكتشفت أن اللون باهت قليلا أو فاقع اللون كثيرا- فعملية طلاء الأظافر نفسها عملية طفولية جدا شديدة البهجة! أتنفس..أحب حالة الهدوء تلك. كلهم نيام.. وأنا لم أتفقد بريدي الالكتروني ولا هاتفي منذ ساعة الآن - أو ربما أكثر- ولن أتفقدهما..أترك فقط فيروز تنبعث من حاسوبي بهدوء وباسترسال غير منقطع!! يبدو أن الحيلة تنجح رغم كل شئ! أجد مساحة صغيرة لي..لي فقط ولو لسويعات مختلسة!أتحمس لاستدعاء الفرح.. فأنتقل إلى المرحلة الأكثر صخبًا، وأستمع إلى بعض أغاني التسعينات المثيرة للضحك ولذكريات المراهقة، وأتذكر كم كنا صغارًا نسعد بما هو بسيط وجميل، ولم يكن الألم يعرف طريقه إلينا. وأضحك لدي تذكري لطفولتنا البريئة بملابسها المزركشة وفساتينها السعيدة. أتعجب، هل الفرح يتسلل إلينا بهذه الحيل البسيطة؟ هل ينجح تكرارها على نفس الوتيرة؟ وهل يا ربي تدوم؟ تشرق الشمس كاملة..جاعلة من القمر شبحاً فضياً .. ولكنهما يلتقيان رغم كل شئ! أقف في الشرفة أحيي الصباح بكوب شاي بالنعناع ... فتنفذ رائحة النعناع إلى قلبي الصغير مختلطة بأشعة الشمس البِكر .. فأبتسم، وأتنفس أكثر فأكثر كأنها الفرصة الأخيرة للحياة. أغلق الشرفة، وأسدل الستائر جيدا..أتذكر أن آخذ حبة المنوم. أشغل التلفزيون على أي عبث، أية فيلم يُعاد في هذه الساعة سَيُجدي، لأن هدير الأصوات يهدهدني للنوم عوضًا عن الحكايا المفقودة، ويكون فعل مقاومة أخير لصوت العقل، فينتصر عليه جاذبًا تركيزي، مشتتًا انتباهي. أشعر بثقل جفوني الآن، يتسلل النوم أخيرًا إليّ، فأهمس "تصبح على خير أينما كنت!" ... وأنام!ه
___________
___________
تمت
2 comments:
ستصل يا أخي إلى ما تطلب بفضل مولاك وستعلم وحدك أن المكابدة والانتظار باب للرحمة واسع. لكن لا تتعجل الوقت فهو مُسيّر مثلك
.
.
لا ييأس من الوقت إلا من يجهل أن الرحمة تسبق الوقت ولا يسبقها الوقت
.
.
بهاء طاهر
Dear Anonymous,
ساعات الواحد بيحتاج يفتكر الحاجات اللي كان بيؤمن بيها!!
شكرا!
قد ايه بهاء طاهر واحشني
and how I miss believing!
:)
Post a Comment