ستقتلني الكتابة.ه
لن تقتلك. أنتِ أقوى مما تتصورين. الذاكرة لا تقتل. تؤلم ألمًا لا يطاق، ربما. ولكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه ونملي إرادتنا عليه.ه
...
لن أكتب. سأمزق الدفترين. سأمزقهما وألقي بهما في سلة المهملات فيحملهما جامع القمامة. أقطع كل طريق للعودة.ه
...
لم أمزق ما كتبت.ه
أخفيته (...) في درج من أدراج غرفة النوم.ه
...
نحاول أن نفهم. غادرت (...)ولم أفهم. غاردت مهزومة وفي الحلق غُصة معلقة لا ترحم. محشورة عند اللهاة لا تخنق فأستريح من الحكاية كلها ولا تحل عنك لتتنفس كباقي الخلق فتعيش.ه
...
أشتغل الصوف، حركة محمومة وآلية لا تتوقف لعلها تصرف العقل عن أسئلة تدفع إلى الجنون.ه
...
افتقدتك يا أمين. افتقدتك لأنك كنت معنا وغائبًا، ولأن ألم الغياب بدا كخيط دقيق مضفور بخيط آخر من الزهو ربما، ومن الامتنان لك.ه
...
أحياناً أتأمل الأمر فأقول إنني أتحايل على نفسي وعلى الوحشة والانتظار.وأحياناً أنسى التأمل وأنهمك في الشغل في بستاني الصغير.ه
...
أحيانًا أتأمل ما أفعله فأكاد أسخر من نفسي. أتمتم: لا بأس لا بأس.ه
...
يشغلني الزرع. وحين أدخل إلى فراشي أتأمله وأتأمل علاقتي به. أقول لنفسي: جنينة في سجن. لا بأس. لا ضرر.ه
...
أحيانًا نحتفظ بأشياء ربما يصعب أن نختزل قيمتها في معنى واحد. هل تذكيرن البنّورة التي أعطاها لي الولد...؟ (....) ما زلت أحتفظ بها. لا لأنني أعتقد أنها تجلب الحظ أو أنها حِرز أو حجاب بل لسبب ما أو أسباب. بنّورة صغيرة، بلية يلعب بها الصغار، حين أخرجها من المكان الذي أحتفظ بها فيه، أضعها في كفي وأحدّق فأسترجع لحظات وأماكن ووجوهًا... أتأمل بنّورته فأرى أشياء وأرى نفسي وربما أرى الماضي والمستقبل. أغلق يدي عليها بحرص وأعيدها إلى مكانها.ه
____________
مقتطفات من "الطنطورية" لرضوى عاشور
No comments:
Post a Comment