Saturday, May 2, 2009

شكسبير ح يروح النار


تفاجئنى هبة (اختى الصغيرة -6 ابتدائي) ان مدرسة اللغة الانجليزية (بمدرسة اللغات الخاصة الكبيرة) تتهم الكاتب الانجليزي الاشهر، ويليام شكسبير بكتابة " حاجات حرام"..وانه بيكتب "حاجات غلط.".. وبسؤالها بارتياب عن نوع تلك الحاجات الغلط التى يكتبها الاخ شكسبير(ربما تعرض لاحد الامور باباحة ولا حاجة) ، فكانت جملة في قصة "تاجر البندقية" المختصرة بين يدي التلاميذ الصغار بالمدرسة..والجملة تقول " اننا بتمسكنا بالرحمة نشبه الالهة"ه

by mercy we become like gods

وكان رد فعل المدرسة انها طلبت من التلميذات "شطب" وحذف تلك الجملة من متن الكتاب!ا


صدمت! تلك المدرسة والتى لابد لها انها تعرضت لدراسة الادب بمختلف فنونه وفروعه في كليتها، (وانا عارفة شكسبير واخواته كفاية انه مجال دراستى وشغلى )ونتعرض في مجالنا الى شتى انواع "الشطحات" في الادب عموما، "واللى جنبها يبقى شكسبير رحمة!" لكن لم نرفض ابدا قراءة كاتب معين او نحذف اشياء معينة من قصيدة او رواية او مسرحية او مقال لانه بلغته الجمالية يتعرض من قريب او بعيد للذات العليا!(لان القراءة تتعدى ما بين السطور اصلا، زائد فهمنا ووعينا وتفريقنا لما نقرأه ومعتقدنا)ه


وموقف المدرسة في الحقيقة فكرني بقناة ام بي سي او القنوات العربية السعودية التى تترجم الفيلم الاجنبي على هواها، فتحول لفظة الاله او الرب، الى القدر ، او العكس على حسب، ولا تترجم اسرائيل ولا اليهود، وتسقط من الترجمة اي شى قد يسبب اي حساسية من قريب او من بعيد! موقف استسهال، تستسهل الحكم والحذف والشطب والقراءة السطحية، بدل الفهم والشرح والتفرقة!ا


وبهذا المفهوم، يبقى كدة نزار قبانى وحش، وجبران خليل جبران ميتقريش، ونقرا الادب الاجنبي بكل ألوانه وصنوفه قراءة وهابية بقى، ونقطع منه ونشيل، لأننا مش شايفين ابعد من السطور المكتوبة!!ويبقى المثال بتاع فيلم "مواطن ومخبر وحرامي" وان شعبولا عايز يكتب كتاب من منظور ديني عن الحلال والحرام، واى نوع من الكتابات الخارجة مصيرها الحرق! وبمناسبة الحرق، اتذكر ايضا فيلم "المصير" ومشهد حرق كتب ابن رشد!ا كلها نفس الدايرة المغلقة!ا


من المضحك ان احد التعليقات التى قرأتها مؤخرا على مقال فاطمة ناعوت هنا، وفي المقالة تعرض الكاتبة الحقيقة المفجعة ان القارئ العربي لا يقرأ، بينما الامم المتقدمة، معدل قرائتها مرتفعة، فاسرائيل على سبيل المثال معدل القراءة فيها 4 كتب في الشهر! (وهي معلومة ليست بالجديدة ولم تكن المرة الاولى التي اعرفها من الكاتبة) فيأتى المعلق مذبهلا : نقرا اربع كتب في الشهر ليه ان شاء الله؟وان قراءة اي شئ اخر غير كتاب الله القران الكريم هو مضيعة للوقت! وانه ده العلم الذي لا ينفع!! وان حسبنا والقران الكريم!طب بالله عليك، ايوة القران كافي وشامل، ويشرع لنا الدنيا والاخرة، لكننا "أمة اقرأ" والقراءة لم تكن قاصرة ابدا على الكتب السماوية، ألم يطلب منا الرسول الكريم(صلوات الله عليه) : اطلبوا العلم ولو في الصين! طب ح اروح الصين ليه بقى لو كان الموضوع القران وبس! ا


اين هي التوعية والفصل بين معتقداتنا وثقافتنا وبين تذوقنا الادبى والجمالى لاعمال الاخرين،وفهم الحياة عن طريق الادب، مما يسهل علينا الحكم والنقد البناء وفهم الاخر ...؟


لم اتعجب كثيرا حين قالت لى هبة بعد ذلك ان مدرستها أعلنت في الفصل ان "النكت حرام"..وان قول "مرة واحد كذا كذا الى اخر النكتة" ما هى الا تحسب كذبة على الراوي..والكداب بيروح النار طبعا!ا


فالسيدة المعلمة، صاحبة رسالة العلم، لم تقتل فقط دراسة وتذوق الادب، وفهم الاخر واللغة وما وراء السطور، بل ايضا تقتل روح ثقافة مصرية عتيدة من فن ساخر اشتهرنا به كمصريين من أمد بعيد! مثلما قلل المعلق الظريف من شأن القراءة! يعني من الاخر الاتنين مش فاهمين في الدين ولا في القراية الصحيحة لا كطريقة ولا كمنهج!ا



يا رب ارحم عقول الاجيال القادمة من هؤلاء!ا

15 comments:

youssef said...

اعتقد ان ربنا مش هيرحمهم ابدا

العملية اصبحت اتجاه عام في التفكير و الحياة .. اتجاه عام للجمود و الحياة في مكعبات و قوالب متحجرة .. و المشي جنب الحيط حتي يدركنا الموت في امان و سلام برده جنب الحيط .. بلا تجربة و بلا معرفة و بلا تقدم او تطوير .. و كده بقي يبقي احنا رجعنا لهويتنا و حافظنا علي شخصيتنا الاصيلة .. كلها نفس القالب من التفكير او بالاصح عدم التفكير

توعية ايه اللي بتتكلمي فيها .. اعرف دكاترة و زملاء و حتي اصدقاء بيتكلموا زي مدرسة اختك لكني باتجنب تماما اي نقاش معاهم .. التجربة اثبتت ان نقاشنا زي المشهد دا بالظبط : واحد صيني و واحد اسباني مندمجين في حوار تفصيلي عن الازمة العالمية و اسبابها و نتايجها .. بس كل واحد بيتكلم بلغته بس .. مش بيعرف غيرها و كمان عاوز التاني يفهمه بالعافية و مفيش لغة وسيطة بيفهموها الاتنين

ربنا يرحم برده .. يمكن

!!!

الأغاني للرأفتاني said...

يعنى هى جت على شكسبير والنكت ..
دى انت لو سمعتى للناس دى ..كل حاجه بنعملها هتودينا النار
واللى بيجننى فى موضوع القراءه دى ..ان الناس اللى بتدعى انها صاحبه ايمان وعقيده ..بيقولوا ان قراءه بعض الكتاب اللى انت ذكرتيهم هتأثر على ايمانا وعقائدنا
ازاى؟؟
هو مش معنى الايمان ان دى عقيده ثابته
يعنى لو مؤمن بجد مفيش حاجه هتغيرك لا شكسبير ولا نجيب محفوظ

يا صديقتى
احنا من ضمن الدول القليله فى العالم اللى لسه بتسجن الصحفيين وبتتهم الكتاب بالكفره
والخروج عن الآداب العامه

ونفسى اموت واعرف ايه الآداب العامه دى

مـحـمـد مـفـيـد said...

مين قالك انها تعرف شيكسبير
دي اول مره تعرفه لما استلمت الطلبه التب ولقت القصه المقرره له
هي متعرفش اي شئ
وده نتاج تعليم من ابتدائي الي ان تخرجت
فلا تلومي عقلها الضيق والافاق المظلمه في تفكيرها
فهذا هو معظم حال الاساتذه بالمدارس

ملحوظه وممكن اعيط بعدها
لون البلوج كئيب جداً ومتعب للنظر جداً جداً

روز said...

هو شكسبير بس؟
:):):)
..
عند أخويا أحمد في تانية اعدادي، المدرس بتاع القراءة قال لهم يشطبوا على صورة أحمد برادة بطل مصر في الإسكواش، لمجرد إن الأخير - الزنديق! - بيغني ويمثل.. والتمثيل والغنا حرام طبعا في رأي المدرس الموقر..
سألت أحمد - بغض النظر عن كل ده - : إنت شايف التمثيل والغنا حرام؟
سكت شوية وقال لي المدرس بيقول كده
قلت له إن شايف كده؟
قال لأ
ولما سألته شطبت ليه ما دمت مش مؤمن بكده؟ رد بإنه مش عايز العيال زمايله يتريقوا عليه!
حلاوتكو!
..

mohra said...
This comment has been removed by the author.
mohra said...

طالما استفزنى اسلوب ترجمه الافلام فى ام بى سى واعتبرته استخفاف بعقولنا و يسعدنى ان اجد من يشاركنى الرأى
اتفق معك فى كل ما قلتيه و اجد التدوينه مميزه للغايه

Anonymous said...

الناس لم تعد تفكر و لا تتناقش
و أصبح هذا هو العرف فى إصدار أى حكم

Nour said...

مقال جميل جدًا يا هاجر بجد. تسلم إيدك. رجاء واحد بس: يا ريت تروحوا تشتكوا الست دي، أنا عارفة إنها منظومة بأكملها، بس هو فكرة إن الواحد يكون عمل حاجة بس

Epitaph1987 said...

يوسف
مهو كدة متبقاش عيشة ابدا! ع الاقل مرحلة المدرسة اللي بيقضى فيها الطفل اغلب ساعات يومه بيتأثر بالاجواء هناك..قول لما بيطلع المراحل اللي بعد كدة من جامعة بيكون شوية جزء من شخصيته اتكون! صعب انك تحارب مؤسسة زي المدرسة..لازم المدرسة تساعد البيت على تنمية شخصية الاطفال دي..مش تلعب في صواميل مخهم بالصورة دي!! ربنا يحمنا من الجهل ده

الاغاني للرأفتانى
بالظبط اعتقادنا وايماننا ميتأثرش لو باقرأ ادب انجليزي ، عربي، يوغوسلافي ان شاء الله عبري حتى! مش كدة ابدا...العلوم الانسانية دي متتعاملش بالطريقة والجهل ده
وبعدين ما انت شايف اهو..شكسبير خرج عن الاداب العامة!!:D

محمد مفيد
المفروض المدرسة دي خريجة كلية محترمة من اللي بيدرسوا ادب ولغة دول سنوات الدراسة الاربع...يعني يا السن يا اداب يا تربية!! وهي ست كويسة على حسب مستوى التعليمي اللي باشوفه من اختى! وبحكم المدرسة اللي مش صغيرة ابدا! انما ضيق الافق ده مشوفتوش بجد! على كدة بقى بتعمل ايه في الادب العربي...معلهش يعني اصل الحاجات دي مش مقصورة ع الانجليز يعني!!
ملحوظة: ماله بس الاسود..يعني بقالى ابيتاف 3 سنين اهو وتقولى حضرتك ان الاسود وحش :DDDD


حنين
انا صعقت من اللي حكيتيه بجد!!!!!!!!!
انا حاولت اشرح لهبة انه مش غلط وحتى لو غلط بالنسبة لي مقهوم معين عندنا مش نشطب على نص ابدا!
ربنا يرحم العيال دي بجد من اللي بيقابلوه في الدنيا

مهرة
وهي دي حاجة الواحد يقدر يطنشها! انا نفسى افهم فكرة الترجمة عند القنوات دي...بجد بيوقع الكلمات دي ليه ويترجم على مزاجه! يا جدعان ده فيه حاجة اسمها دور المترجم وعدم المساس للنص!!!
قال يعني كدة بيحمي المشاهدين مثلا لانهم دماغهم صغيرة وممكن يبوظوا مثلا!!


Sonnet,
ايوة
لو هي دماغها مش متربسة مقفولة
ح تناقش وتشرح وتفند وتفهم
لكن تقول لمين بقى
تحياتي :)

نور
ايوة يا نور..انا كنت بافكر في الموضوع ده! ربنا يسهل ان شاء الله

حائر في دنيا الله said...

عارفة شكسبير مغلطش
ثقافته بتبيح له كلام معين
بطريقة معينة واسلوب معين
وحتى بثقافتنا وتفكيرنا الجملة ممكن تتفسهم بشكل معين
ولكن لأن فيه جمود
وعدم مرونة
وخوف من التفكير
فالأسهل
ان شكسبير يدخل النار
والمدرسة دي تدخل تدخل كيلو بامية

لك تحياتي
السلام عليكم

Rosa said...

مش عارفة أقول لك ايه بجد

بس كل اللي عارفة انه الأجيال الجاية زي بنتي كدا لا هيلاقوا تعليم و لا ثقافة و لا أي حاجة خااااااااااااااااالص و اننا هننحت في الصخر علشان نطلعهم بني آدمين أسوياء عندهم الحد الأدنى من الثقافة في وسط القرف دا كله

ربنا يعيننا و يرأف بحال أولادنا و بناتنا

خيرالدين said...

المقال حلو قوى يا هاجر
وللاسف الشديد ما خفى كان أعظم
طبعا لهؤلاء مطلق الحريه فى اعتناق اى فكر او ارتداء ما يرونه مناسبا لهم
لكن محاولة اجبار طلابهم على تقليدهم واستغلال مهنة التعليم لنشر هذه الافكار هو ما يحتاج لوقفه
...
اللى باشوفه واللى بيحصل لاخواتى بيقول ان اللى جاى ضلمه قوى
من اول اجبار بنات ابتدائى على لبس الحجاب والا مش هيدخلوا المدرسه
لحد تعليمهم ان الشيعه كفره وان طه حسين ونجيب محفوظ واى كاتب مشهور هو كافر وان الكلام فى السياسه يخالف الدين
مفيش طبعا مناقشات خارج المنهج فى اى حدث من الاحداث الجاريه
الحوارات كلها حول جديد برامج قناة الناس والحكمه وغيرها وطبعا برامج تفسير الاحلام وحكم ارتداء الشراب ابو صوابع
ده طبعا فى المدارس اما فى الجامعات
احب اقول لك ان دكتور عندنا جاب قصيدة ابراهيم ناجى من غير اول بيتين
هذه الكعبة كنا طائفيها والمصلين صباح مساء
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها كيف بالله رجعنا غرباء
كل ده حط مكانه نقط
وقال التشبيهات تخالف العقيده
وراح مكمل القصيده بعدها عادى
.....
واضح ان الناس دى شغاله باخر جهد
وفى الارياف تاثيرهم بقى فظيع

yahia said...

احنا بقينا بجد محتاجين نستحضر ارواح ائمتنا العظام وحملة لواء التنوير والفكر الاصلاحي الامام محمد عبده ,وقاسم امين....انا لسه الي الان بنتناقش في مدي مشروعية الفن والوسيقي والمسرح,نفس المواضيع متغيرتش تقريبا من قرابة القرن ونفس العقول ونفس قوي الظلام.....فكروني بجملة "المنطقي"في رواية نهر الحياه لفتحي امبابي "قفلوا باب الاجتهاد....فوئدوا عقل الامه".....في ناس مش فاهمه ان الاسلام لم يكبت اطلاقا المشاعر الانسانيه او يحول الانسان الي كتله صماء....بل سعي الي انسان يتفق والفطره السويه لقيمة الانسان

Epitaph1987 said...

حائر
والله ربنا يرحم العيال دي من الجمود في التفكير

احنا
مفرقتش ارايف ولا غيره
بالعكس بقى ده بيزيده في المدن الكبيرة زي القاهرة عشان يعني قال كدة بيناهضوا الفساد وغياب الدين والاخلاق
بالنسبة لباقى المواقف اللى حكيتها
لا تعليق فعلا
!!

يحيى
يا سلاااااااام
ياما قلت كدة
ادباء وعلماء التنوير
رفاعة وقاسم امين ومحمد عبده
ولطفى السيد
تصدق ان دول بيتهاجموا على انهم كفرة!!!!!!!!!!
اه والله

قلم جاف said...

لماذا نحاكم شكسبير بمعاييرنا نحن؟ سؤال بريء..