Friday, January 15, 2010

أبيض مستتر


أتركُ الصفحة بيضاء. أنظر إليها وأطيل النظر...بيضاء. بيضاء!الصخب بداخلي يُثقل صدري،ورغم هذا، أترك الصفحة بيضاء! لا حزينة ولا فرحة. فقط صفحة بيضاء عادية، لا تشعر بشئ، لأنها اعتادت كل شئ، تبدو كل الأوصاف مُعادة، بل ومعتادة، كل المشاعر مُعادة، وُصفت من قبل، شكونا منها من قبل، معادة. مُعتادة!! صفحةٌ بيضاء لا تشعر. لا تُحددها المشاعر. لا تتألم، ولا..ولا أي شئ! صفحة باهتة... كما بداخلي تماماً. صفحة تأبى تلوينها لا بألوان زاهية لتحيا ولا حتى بالأسود لإعلان الحداد على الروح. صفحة انظر إليها مطولاً ولا أرى شيئاً أبعد منها. ولا أنفذ من خلالها لأرى أي شئ. لا أرى سوى بياضها الساكن الهادئ المزعج! تيهٌ أبيض! من قال أن الأبيض مُريح للأعصاب؟؟! الأبيض مُزعج، بارد، يتحداك بصمته، لا ينصاع لتوددك إليه لكي يزيل أقنعته، ويُنَّحي بياضه قليلاً ليُريك موضع ألمه! الأبيض اعتاد المعتاد، لا يتفاجأ، يتعامل مع المفاجآت والصدمات على أنها عادية تماماً. انها صفحة بيضاء تبكي في صمت، لا أسمعها حتى أصفها. صفحة أرجوها أن أكتُبها....ولكنها تهرب من بين كلماتي، ترفض الكلام، وتتمسك بقناعها الهادئ الأبيض، ولا تُظهر أين تنزف. صفحة لا تندهش! صمتها يؤلمني، يثير جنوني الصامت، أن اصرخي وابكِ عالياً، انهاري تماما كأوراق الخريف، كوني ضعيفة واسمعي نحيبك، ولا تدفنيه في غياهب بيضاء ضاعت ملامحها! ولكنها لا تفعل... وأبكيها أنا الاخرى في صمت وأتركها صفحة بيضاء لا أُميز حروفها التي كُتبت بالأبيض!ه

4 comments:

Tears said...

فعلا احيانا يتسرب لنا الملل لاننا نعيش فى روتين

الوردة السمراء said...

Hello;
Very nice what you wrote.

تقبلى مرورى
الوردة السمراء

Epitaph1987 said...

Tears,
فكرة "عدم حدوث شئ" هي الاصعب من الملل والروتين
وهي مختلفة.. على فكرة


الوردة السمراء
أشكرك
:))
اهلا بيكي :)

Ganna Adel said...

عيره - وجيه عزيز