Sunday, June 8, 2008

بيبي دول..لا قصة ولا مناظر





هل تستطيع ليلة واحدة من المتعة ان تصلح ما صنعه ستون عاما من الالم؟


(مقولة علي الصورة اعلاه)


___



عايز تشوف عن الهولوكوست, احتلال العراق, المقاومة الفسلطينية, الارهاب في مصر, احداث 11 سبتمبر, وقائع مؤتمر السلام.. اهلا بك في ليلة البيبي دول..ذو الاسم الرنان وقائمة من الممثلين عشان يجذب اكبر قدر من محبي ومعجبي كل فنان وفنانة

محمود عبد العزيز(حسام).. اعتقد انه الشخصية الوحيدة الطبيعية الواقعية في الفيلم ده, يبان انه بتاع هلس و بس , لكن ليه موقفه الثابت ووعيه وادراكه بمجريات الامور حوليه في العالم ده, مش معني ان شغله في امريكا انه عميل, ومش معني انه بيشتغل في السياحة, انه مالوش موقف سياسي واضح وصريح تجاه احتلال اسرائيل لفسلطين وموت الابرياء في العراق...( الحقيقة افتقدناك كثيرا بروحك الحلوة وخفة دمك ع الشاشة)..وحاز فعلا علي اعجاب الجميع
.
نور الشريف (عوضين), اللي تحول من الجندي الوطني الشريف, الي ارهابي, الي خائن لاصدقائه, الي رجل يتألم يشعر بمرارة لما مر به من تعذيب في ابو غريب وخسارة حبيبته تحت عجلات الدبابة الاسرائلية...بس بتفضل مرارة شخصية بتتخفي تحت عباءة الجهاد والمقاومة..لانه عايز يثأر لنفسه... الحقيقة نور الشريف بقي بيمثل بشكل واحد لا خلاني اتعاطف معاه..ولا خلاني احس بشره وغدره... وجوده مكنش مؤثر رغم انه دوره محوري جدا في الفيلم..فهو عوضين اللي مطارد من الجميع
.
محمود حميدة.. الضابط المصري اللي واجه عوضين (نور الشريف) في مرة ودلوقتي بيقابله تاني..الحقيقة, محمود حميدة خذلني.. لانه لم يترك اي بصمة...دوره عادي جدا...لدرجة انك تفتقد محمود حميدة فيه
.
احمد مكي... اخيرا يتخلص (هيثم الكوول بتاع كبر الجي و روق الدي باين) ليطلع في دور مفاجأة شكلا وموضوع... شاب...سائق تاكسي عادي من بتاع الابيض في اسود..اللي عامل دماغ بازازة دوا كحة ومثاله الاعظم شعبولا , ونشيده الوطني هو (انا باكره اسرائيل), شاب توفي اخوه شهيد, مجند من اللي ماتوا ع الحدود في رفح برصاص اسرائيلي غادر, شاب من اسرة فيها 7 افراد, بياكلوا لحمة حمير, وعايشين بمية وخمسين جنيه في الشهر, بيحلم بتاكسي بتاعه...يعني شاب مصري عادي جدا..من اللي موجودين... وهو بيقوم بتوصيل عوضين الارهابي لغاية ما بيكتشف حقيقته
.
جمال سليمان (شكري), سائق تاكسي برضه, بس بقي تاكسي العاصمة, خريج الجامعة , المتظاهر قديما, المتشائم دائما, مساعد اللارهابي عوضين, صديق محمود عبد العزيز (علي اعتبار ان الدنيا صغيرة) متعلم وابن ناس (و من سوريا ومجاش علي ذكرها تاني اعتقد انه ذكرها تفسيرا للكنته ليس الا) بس قرفان من مشاكل البلد والوطن العربي...رغم تأيده "لنضال" عوضين..بيتغير موقفه في الاخر لما يشوف حقيقة الارهاب, وقتل الابرياء في سبيل الثأر الشخصي, ولما بيلقي "السلام عليكم"..برصاصة غادرة من عوضين, بيصمت صوت السلام
.
ليلي علوي... امريكية, لها اصول المانية, شهدت عائلتها الهولوكوست, تكتشف من خلال تعرضها لعقليات ومواقف مختلفة.. ان بوش هو اللي وصل الامريكان لتلك الحالة انهم مكروهين..تحلم بسلام ..عاجزة عن تحقيقه بصورة عادلة..انما سلام بالمفاهيم الامريكية...في الاجمال ليلي علوي كانت مصطتنعةجدا في تمثيلها وشكلها حتي... غير مقنعة بالمرة, بل ان يسرا كانت ح تبقي افضل منها يعني (لو اضطرينا نستحمل الاتنين يعني)ه
.
سلاف, نيكول سابا, اسامة منير, روبي...الحقيقة, ولا دور منهم كان محتاج تلك الاسماء الرنانة !دعاية للفيلم ليس الا..يعني استغلال تجاري واهو اسمهم اتقال انهم كانوا في الفيلم ضخم الانتاج والكلام الكبير ده! يعني كان ببساطة ممكن الاستعانة بممثلين اقل منهم شهرة واحسن تمثيلا وكانوا ح يقوموا برضه بالدور ..لان حتي الادوار دي مش اضافة ليهم يعني...غير ان طبعا الاسماء دي بتجذب لكل منها شريحة من الشباب والمعجبين اللي جايين بقي يعني..واخدين مقلب من الاخر.. بصراحة لا حضور ولا تميز! غادة عبد الرازق (ليلي خوري علي وزن راشيل كوري) اليهودية المصرية, وناشطة السلام والمراسلة. واللي سحقت تحت الدبابة (قصة راشيل كوري يعني)...كان دورها عادي برضه..شغال! اغنية روبي اللي مش ليها اي معني في حفلة راس سنة بالفستان الشفاف بتاعها ده, برضه يعني لو جت خلفية من غير ظهورها كان ح يبقي اوقع! محمود الجندي قام بدور احد العراقيين اللي بيتمنوا يوم من ايام صدام احسن من ظلام الاحتلال..وبيصرح "وينك يا الله".. كان مشهده قوي..ومقنع! عزت ابو عوف اللي يهمه الاستثمار والبيزنس ومش مهم مع مين او مصلحة البلد ايه..فمصلحة الفرد قبل كل شئ ( رمز لكل ذو نفوذ ومال)ه


.
مشهد رقصة (علا غانم): كانت بترقص, وهي بتبكي, رقصة الموت الاخير, حولها من العرب والجنود الامريكان وبترقص بين الدمار, بدأوا يقطعوا في فستناها, وانتحر العسكري الامريكي! لو بصينا ليها علي انها الارض العربية او العراق, اللي بينهش فيها مش الاحتلال بس اللي بيغتصب ارضها,انما حتي مشاركة العرب بمشاكلهم الطائفية او بيصمتهم...فهنا تكمن الرمزية..اما بالنسبة لانتحار العسكري فلربما هو لما اكتشفه الامريكان انها ليست حربا للتصحيح انما خدعة كبري!ه
.
وهناك مشهد اخر يستحق الاشادة, هو مناظرة بين محمود عبد العزيز و بيتر (جميل راتب) الامريكي... هو مشهد مكتوب بحرفية..و بيتم تفنيد كل حجج الامريكان, فمش كل الامريكان بوش, وكذلك مش كل العرب بن لادن!ه
.
مشاهد التعذيب في ابو غريب وغيرها...الحقيقة كانت قاسية جدا وعنيفة بصورة غير مبررة, ومش ليها اي لازمة! مش لازم اتبع مبدأ صدم المشاهد ورا بعض عشان "تعرية الحقيقة" لان الحقيقة مؤلمة ومعروفة ومش لازم اشوفها ع الشاشة بتلك الدموية..اللي انا شفتها بصراحة


gross and offensive
.
الفيلم بيطرح سؤال الامريكان: هما ليه بيكرهونا؟ والاجابة كانت بوش!! (اهو بوش ماشي اما نشوف) ثانيا, مطالب المشاهد انه يري ان ليس بكل يهودي صهيوني..وان الغرب لازم يعرف ان زي ما الاسرائليين تم ابادتهم فهما دلوقتي بيعملوا ما هو اسوأ! يعني العملية كلها معتمدة علي التوازي في القصص! زوجة محمود عبد العزيز الاولي ثريا (نيكول سابا) ماتت في اقتحام بيت لحم, كذلك غادة عبد الرازق اليهودية..ماتت بدبابة اسرائيلية! زي ما بيتر حرم من رؤية احفاده, عوضين حرم من رجولته! زي ما ليلي علوي ماتت جدتها في الهولوكوست, زي ما كل فلسطيني مات علي ارضه! هي علاقات متوازية..ويجب التفريق ما بين مقاومة المحتل, اغتصاب الارض, الانتقام, والسعي للسلام الحقيقي الشامل برد الحق لاصحابه!ه
.
عنوان الفيلم..الحقيقة يستحق الوقوف عنده! هو اسم تجاري ليجذب الجمهور (هو الفيلم قصة ولا مناظر) زي ما اسماء زي روبي ونيكول سابا مثلا ع الافيش! لكن علي هي رؤية الوطن ..او بمعني اصح "الارض"... بتلك الشهوة؟ لاغتصابها من قبل المستثمرين اللي من غير ضمير, او من قبل العسكري المحتل... ام رؤية الارض, بشهوة العائد لزوجته /وطنه... شبه عارية, يري عيوبها, لكنه لازال يشتهيها؟! وقد لا يحتمل العنوان كل ذلك..انما مجرد شنطة تبودلت بين محمود عبد العزيز و جمال سليمان و محمود حميدة و نور الشريف...وكله علي سبيل المصادفة والخطأ!ه
.
اخيراً..ظهور عمرو اديب كان بدون اي داعي الحقيقة...وكلمته الاخيرة "دي ليلة مووز مووز" انا الي الان لا فاهماها ولا عارفة ايه لزمتها.غير انها عزبة انتاج الفيلم علي اساس ان الفيلم فيلم ابونا..والجمهور مش ح يطردونا!ه
.
الفيلم ماشي..شغال...لكن...تلك القضية تم معالجتها بحرفية اقوي وارقي واشد في افلام تانية.. مثلا فيلم ستيفن سبيلبرج (ميونخ) حتي ولو من وجهة نظر صهيونية بحته..ولكنه عرض ايضا المشكلة والنظرة الاسرائيلية والعربية للجهاد والتطهير والارض (بنفس الفكر الجنسي الشهواني علي فكرة)!
ه


.


.