Monday, October 5, 2009

كوفية صوف للشتا


كيفية عمل كوفية صوف للشتا:ه


قومي بحل شلة الصوف وابدأي بلفها حول إصبعك لصنع كرة صوف. أنت لا تقومين بذلك ادعاءاً أن كرة الصوف أسهل في "الشغل" من الشلة وانما هو بدء تعارف الخيط على أناملك. بِلف كرة الصوف تضمنين ان كل تلك الأمتار الطويلة قد لامست كفك وتعرفت على دفئك.ه

.
بعد الانتهاء من كرة الصوف العملاقة تلك، اختاري الابر المناسبة للخيط. ثم قبل البدء، أعدي قائمة بالاغاني التي ستهمسي بها للغُرز الدقيقة ولكوفيتك.ه

.
ابدأي بعَد الغرز (تترواح ما بين الاربعين والخمسين) للحصول على عرض مناسب للكوفية.(ملحوظة: نح جانبا ً أية أفكار قلقة، توتر،هاجس البُعد والفراق.. فقط نحيها جانباً حتى لا تخطئي العد....)ه
.

ثم استمري بغزل كوفيتك دون توقف... لا يحدد عدد الأسطر سواكِ. فقط استمري بالهمس إلى أن تكتفين. (يحق لكِ تماماً أن تستمري بالغزل إلى الأبد) ألقي بجميع أسرارك بداخلها، استعيني بالأفلام والأغاني و"اسكُبيها" مع أحاديثك الصامتة إلى الكوفية.ه
.
لاحظي أن أصابعك تحتضن كل سنتيمتر من الخيط، فتصبح عملية التضافر أكثر حميمية وأُلفة.ه
.
الابر لا تكل ولا تمل من غزل كلماتك إلى أسطر معقدة. فقط نصيحة، تجنبي نوبات الغضب والبكاء، حتى لا تؤثر على نفسية الابر المعدنية، فترضخ لحالتك وتحدث ثقوباً في الكوفية، فآخر ما تحتاجينه الآن هو المزيد من الثقوب هنا (ألا تكفي ثقوب القلب؟).ه

.
(معلومة: الثقوب تُعد فألاً سيئاً..حاولي - قدر الإمكان- تجنبها)

.
اذا شعرتي بالملل من تلك الاحاديث الطويلة الصامتة - دون استجابة أو رد- لا تقلقي، هو شعور عام وطبيعي ..وتأكدي أنك ستستمرين بالغزل رغم كل شئ، رغم عدم حصولك على اجابة، أو عدم وجود من يمسح دموعك المتساقطة على الخيط الآن. ولكنك تستمرين . المعنى كله يكمن في الغزل.ه
.
(ألا نلجأ جميعاً لعبث الحركة الروتينية لإبر التريكو فقط بحثاً عن المعنى؟)ه
.
حينما توشكين على الانتهاء، ابدئي بقياس طولها عليك. لا تترددي في ارتداءها..وتحكمي تماماً في الطول الذي تريدين. هنا ستبدأ لهفة الانتهاء منها، فإستمري بإعداد المزيد من قوائم الأغاني التي ستفيض بالمزيد من الكلام الصامت. إنها السطور الأخيرة للبوح.ه
.
عند الانتهاء، ابتسمي واشعري بالفخر، وتذكري أن تلمحي لمعة عينيك الفرحة بإنجازك الصغير، و"شَلة" الأسرار والحكايا التي غزلتيها هنا في تلك الكوفية الصوفية الشتوية.ه
.
ارتديها لبعض الوقت أمام المرآه رغم جو الصيف الحار...أنت الآن تحتمين بأول كوفية صوف للشتا "من عمايل ايديكي"ه
.

ملحوظة: لا تخجلي من شعيراتك التي تساقطت عليها. هي فقط تحتضن دفئك وحكاياتك الطفولية وتنعس قليلاً بين حروفك ووغرز التريكو المعدولة والمقلوبة.ه

.
اطوي الكوفية، ودسيها بين ملابسك الصيفية في الدولاب لتحمل رائحتك ورائحة الملابس المنتعشة بفعل معطر الغسيل. انها كوفية صوفية متماسكة القوام والحكايا، تستعد لعواصف الحياة والشتاء.ه
.

واخيراً: أهديها إليه...لا تترددي. لأنك ستجدي في نظرة عينيه اللامعة حينها ترجمة لكل صمت، وحضن دافئ لكوفية من صُنع قلبك، تمسح كل دمعة بللت وجنتيك فقط من عبث البحث عن المعنى.ه
.
وإن قررتي الاحتفاظ بها، كوني على يقين أنها له، حتى إن لم تهديه إياها هذا الشتاء، أنتِ والكوفية تعلمان أنها له، فقط له، وانك ستحتمين به لهذا الشتاء، ولكل شتاء.ه
.
وفي جميع الأحوال، ستهمس لكِ فيروز حينها بمكافأة الحياكة والحكاية: يا شمس المحبة حكايتنا اغزلي*.ه

.
.
ملحوظة: هكذا غزلت كوفيتك!!ا
_____
تمت
من أغنية: أنا لحبيبي*

11 comments:

شاب فقرى said...

مكنتش متوقع كل الاحاسيس الصغيرة والمشاعر والأفكار دى ممكن تيجى على بال حد قاعد يغزل كوفيه

بعد ما قريت حسيت ان فى حاجة فى حياتى ناقصة وهوا انى انا كمان اعمل كوفيه

لان فى مشاعر رقيقة كتير اتكتبت هنا

فى البدايه ظنيت انها طريقة عادية لعمل الكوفية

لكن اتضح ان الموضوع اكبر من كدا بكتير

تحياتى

شاب فقرى

Yasmine said...

ازاى حلوة كدا!
يسلم احساسك بجد..كلامك رقيق اوى
مش عارفة ليه سرحت مع الموضوع و فكرت فى الفرق الرهيب بين معنى الكوفية عندها و عنده..يعنى هى بتستثمر فيها كل الاحاسيس دى و كل الذكريات و الاحلام و التخيلات..و هو اكيد هيفرح بيها بس هتفضل فى عقله مجرد كوفية بتدفى فى الشتا

تقريبا دا من تاثير كتاب mars and venus :D

روز said...

يا شمس المحبة حكايتنا اغزليها*
...
يعني مثلا، الثقوب اللي ملت كوفيتك، خليت شكلها مش حلو مثلا مثلا يعني؟
ده أنا عاملاها مخصوص يا اختي!
:):):)
..
لكن يجب أن تهديها له في النهاية، ستحزن لو ظلت في الدولاب.. جدا

candy said...

رقيقة موت

ياريت كل حاجة فى حيتنا ندخل فيها الحب والحلم...
ساعتها حياتنا هاتفرق كتير...

شيمـــــاء said...

:)
دمتى رقيقة ناعمة

Epitaph1987 said...

شاب فقري
هو فعلاً التريكو اكبر من كدة بكتير
:) يا رب تجيلك كوفية صوف للشتا
قول آمين
:))

أنا حرة
يمكن ميعرفش "اتغزلت" ازاي
بس يمكن الدفا ده يفكره
:)

حنين
لا كوفيتك موضوع تاني خالص يا قطة
:) تدخل تحت بند تسلم الايادي
صح..الكوفية ستحزن لو ظلت في الدولاب
:))
مكنش كفاية دموعها..ح تبقى هي والكوفية كمان!!!

Candy,
لازم كل حاجة في حياتنا ندخل فيها الحلم
:)هو احنا ايه من غير ده

شيماء
دمتي مبتسمة
:))

Oma said...

ya bent el lazinaaaaa !!

Ganna Adel said...

فآخر ما تحتاجينه الآن هو المزيد من الثقوب هنا

ملحوظة: هكذا غزلت كوفيتك

التدوينه غنيه أوى بجد ..

Oma said...

lma 2aretha tany eftakrt

law nesyony enta m3aya

msh 3arfa eshm3na

Zianour said...

مدونة لذيذة

وتدوينة ناعمة عميقة

على فكرة انا كمان غزلت كوفيه بجد... بس لابني السنة اللي فاتت وطلعت حلوة ودافية له وحسيت بمعظم الاحاسيس اللي كتبتي عليها

كنت بافكر فيه في كل غرزة وساعات كنت باحس بالملل بس كل ما يخلص شوية خيط وتطول كنت باتبسط واتحمس

صباحك ياسمين على سعادة

Epitaph1987 said...

Oma
كلاكيت أول وتاني مرة
:))لو نسيوني ..أنت معايا
صح..ومن غير اشمعنى
:)

The Girl in the Mirror,
:) أتكفي ابتسامتي لكِ، عزيزتي؟


Zianour,
اولا تسلم ايديكي على الكوفية دي
اكيد انتي جربتي طعم الدفا فيها اوي
:))
ثانيا..نورتيني
تسلمي
صباحك ومساءك..حلوين
:)