شئ جميل جداً يحدث لك

أعشاني النور مزرقاً ابيض يفيض عبر الخصاص فلم يدر بخلدي أنه الفجر. كنت ثملاً لا أزال ببقايا الحلم الملون المضئ. وكنت أغوص في نعيم الفراش مرتاح البدن والنفس راحة لم أخبرها من قبل. وعندما تمطيت مستكملاً يقظتي كانت العافية كلها تتمطى معى.. لا ثقل ولا ألم وكأني مستوعَب في كيان من أثير. من أين جاءتنى كل هذه الراحة؟ ووثبت من فراشي خفيفاً رضياً. تمطيت في وقفتي على الأرض وفردت ذراعيّ وتمطيت وأردت أن أملأ صدري بهواء الدنيا فلم يسعنى هواء الغرفة.ه

.

فتحت الشباك على اتساعه لكن صدري كان يشتهى المزيد، وعيناي تحنان إلى البراح والرؤية أوسع. فصعدت إلى السطح. كنت خفيفاً وعفياً كأيام الصبى البكر. وعلى السطح تطلعت إلى الكون.ه

.

كان قمر الليلة الفائتة يبين خفيفاً وهو يوشك على الذوبان في ضياء الصباح الباكر والشمس لم تصعد بعد.ه

.

ها هو ذا يوم جديد يولد.ه

.

وتذكرت نبؤة اليوم الفائت فلم أجد في نفسي غير الرغبة في التمطي من جديد والتنفس عميقاً من هواء الصبح، وإذ بي وأنا أطلق الزفير عريضاً أطلق رباعية "جاهين" عريضةً أيضاً، وشجية في الصبح الساجي:ه

انا اللي بالامر المحال اغتوي

شفت القمر نطيت لفوق في الهوا

طلته ما طلتوش ايه انا يهمني

وليه..مادام بالنشوة قلبي ارتوى

___

محمد المخزنجي- جزء من قصة " شئ جميل جدا يحدث لك"- من مجموعته القصصية "البستان"ه