Saturday, July 5, 2008

أمير مملكة الألوان





وحينما جاءني النبي-صلوات الله وسلامه عليه- مرةً


أخري, انفجرت باكياً,


فابتسم, ثم سمعت هذه الكلمات:ه


"ابن ادم...في مركز العالم فلتقف ثابتاً, لا تتزحزح, فقد استخلفك اللهُ في الارض"


فانفرجت أساريري, ولم أخرج من الحُلم!ه
*
اعجز عن الكتابة عن بطلي... نعم هو ذلك "البطل" او لنقل أمير الارض المسحورة التي تعرف قوس قزح... نعم اميري كان يعرف قوس قزح ايضا.. لطالما ابهرتني استاذتي بالحديث عنه... و لكن انبهاري ازداد حينما بدأ حكاياته "الغير ذاتية الغير موضوعية " لاسمعها منه كل ليلة... ليحكي عن دمنهور.. واناشيد الطفولة..وعن والدته..و عن زواجه من الدكتورة هدي..عن الجامعة و تخصصه في الشعر الرومانتيكي..عن امريكا والدراسة... عن اشجار المشمش .. عن الذاكرة الادراكية ,عن رائحة الاولد سبايس المميزة.. , عن التراحم والتعاقد, عن فترة مرضه المؤلمة.. عن ابنه ياسر و ابنته العزيزة نور.. عن قصص الاطفال.. عن شعر ووردزوورث و كييتس.. عن الموسوعة.. عن الجذور والثمار..كان يحكي عن كل شئ..ليجعلك تتسائل عبر صفحات كتابه "رحلتي الفكرية"...عن رحلتك انت الفكرية
*
يلتقونني كل ليلة
بعد أن أهجع الي فراشي
بعيونهم البراقة
ولحاهم المدببة
تلك الوجوه العربية القديمة الوضاءة
حينئذ
احملني بجناحيك القويين
يا طائر افراح المستقبل


*
رأيته..في بيته – كلية البنات جامعة عين شمس- ليتحدث عن رحلة الملاح القديم.. لكنه هو الملاح.. أبحر بنا في بحوره المستنيرة... كان أب وسط ابنائه وبناته..وكنت استمع اليه كأنه يحدثني انا دون الجميع... كنت اعرف كل ما يحكي عنه...لانه رواه لي من قبل في كتابه... فاعتدل في جلستي بفخر اني اعرف ما يحكي عنه فبيننا تاريخ ..ولكنه لا يكف عن ابهاري قط.. واستمع الي حكاياه كأني اسمعها للمرة الاولي..فحفظت صوته واحببته.. وضحكته المميزة ..!ه
*
وها انت يا زهرتي
وتذوين في الافق ساعة الغروب
دون ان القاك

ولكنني, يا صديقتي
سأسرع الخطي نحوك
اسرع الخطي في الفضاء الابيض الرهيب
وفي حقول النمو والفناء
حتي القاك


*
منذ ايام وانا اصطحب ديوانه " اغاني الخبرة والحيرة والبراءة".. ليشدو كل ليلة وكل صباح عن الاميرة وعن الالوان وعن الطفلة العجوز..واميرة القهوة..وامير مملكة الاحزان والافراح..واحلام العروبة..ه




*
(لحظة الفراق)
أمسك العصفور عن الغناء
ولوي عنقه كي لا يراك ترحلين
وحتي الاشجار, التي طالما أينعت لنا وأورقت
حتي الاشجار,وقفت منكسرة
وكأنها هي الاخري علي وشك الرحيل


*

لكنهم يقولون انك قد رحلت..فتسائلت فزعة كيف ذلك وانت لازلت تسرد حكاياتك لي كعادتك كل ليلة..ولازلت اشعارك تلون اصباحي...ه
*
(بعد الموت)
جاءنا ملاك طيب عجوز
خفق قلبه مرة في الزمان القديم
وبعيون لا تعرف الحزن او الدهشة
فتح كتابنا..
رنا الي صفحاته لحظة..
نظر الينا ثم اغلقه.
اغلقه, يا عزيزتي, وابتسم
ثم رفرف..عائدا الي ار ض السكينة

*
الليلة..احتضنت كتاب الاغاني ..لاسمع كلماتك الشعرية الملونة...ولتطمئني انك لازلت هنا... مستمر بحكاياتك التي لن تنتهي!ه
*

عبرتهُا وحيدا
عبرتهُا شريدا
عبرتهُا كسيرا
عبرتهُا اسيرا
عبرتها سجينا
عبرتهُا حزينا
عبرتهُا طليقا
عبرتهُا سعيدا
عبرتهُا فريدا
عبرتهُا شريكا
عبرتهُا جميعا
صحاري الظلام
يا سحابة الضياء
وواحة الصفاء

*


انا لله وانا اليه راجعون
*
(في صباح اليوم الاخير)
اما اليوم..
فسأقف يا ربي عند عتباتك خاشعا
احمل غصن صفاء المودة
وانتظر مشيئتك
ان تهطل رحمتك
فيكلل قطر الندي الزهر

*




***




*
الاشعار من "اغاني الخبرة والحيرة والبراءة " للمسيري
اغنية الوصول والوصل والوصال
احلام العروبة
لحظة النمو والفناء
اغنية الي البنت النّفُوض: سيرة شبه ذاتية شبه موضوعية
عبرتها وحيدا- عبرتها جميعا
الاحتراق




.




.