Thursday, October 29, 2009

بعض من الجنون



كيف اكتشفت اني جننت؟؟! هممم...البداية كانت تلك التفاصيل الصغيرة التى بدأت تجتاح عالمي البارد العملي محولة إياه إلي درب من الجنون اللذيذ. جنون استعذبه حتى تملك مني تماماً. فأجد نفسي ابتسم كل صباح لكل من يمر بي بالشارع، ابحث بعيون زائعة عن بائع الفل في الاشارات مساءً، حتى ان تلك الفراشة البيضاء الربيعية ظننت انها علامة ما ترسلها السماء لكي أسعد كل صباح. أن أحب القهوة -مثلاً- بل وادمانها وأنا التي تمتنع عن كل الكافيين. أن ابتسم كالبلهاء كلما حدثني أحدهم وكأنني صرت طاقة تفاؤل متحركة. أتعرفهم؟ هؤلاء البلهاء الذين كنت أود أن أحطم رأسهم من ذي قبل...؟ السعداء بلا أية سبب أو أي داعي وفي كل وقت...؟ الآن، صرت واحدة منهم! لا يهم أن الشارع مزدحم وأن سائق المبكروباص المزعج إلى يساري كاد يطيح بسيارتي ،ابتسم له وأسامحه، فقط لأنني سعيدة هذا الصباح بسبب أغنية للست يذيعها الراديو مصادفة! من يسعد لأن الراديو أتى بأغنية ما عن الحب والسهر واللوعة؟؟! أنا!!!! اكتشفت أني جننت.. لأني أمضي الساعات مستلقية على سريري...أعبث بخصلات شعري ، ابعثرها على وجهي، انفث الهواء لتبتعد لثوان لتهبط الشعيرات الرقيقة مرة اخرى تداعب وجنتاي ! واضحك! مجنونة؟ نعم مؤكد!! تلح اغاني مفاجئة على عقلي وادندنها في العمل وسط استغراب الزملاء، وأنا التي لا تملك أي من مقومات الغناء! مجنونة؟ محمومة؟ لا ادري.. انها امارات مرض عضال !! أن أدور حول نفسي كراقصة باليه محترفة لانني أنهيت لتوي مكالمة معه. أدور وأدور..حتى أني تخيلت نفسي في تلك الفساتين المزركشة القصيرة والتي تسمع حفيف أطرافها مع الدوران فتملأ قلبك بالنشوة!(بل وفكرت جدياً في شراء أحدهم فقط لتلك المناسبة السعيدة المتكررة.. مهاتفته!!!) تباً...تحولت إلى كائن سعيد، يطرب بدقات القلب.. دقات القلب التي تقف مذهولة لثوانٍ بسبب رنة هاتف مميزة له! كل الأرقام المسجلة على هاتفي المحمول تتشارك في رنة وحيدة.. إلا هو، أُميزه حتى في هاتفي المصمت! (ألا يكفي أني ميزته عن الاخرين بأن وهبت له قلبي، فأهبه الآن رنة موسيقية مختلفة؟؟!) إنه يقتلني ببطء.. يقتلني بكل هذا الاكسجين الذي يملأ صدري به بفعل كلماته، بل بفعل صمته... لا بل بوجوده بأسره!(ولا تسألني كيف قد يقتلك الاكسجين فهذا خارق لقوانين الطبيعة، ولكنها تلك النشوة اللعينة التي قد تميت قلبك فرحاً، تلك النشوة التي تحدث عنها بهاء طاهر بأن الجسد لا يقو على احتمالها، نشوة تتسبب في دموعك !) ليست كلمات الحب التي تجتاحني...إنما التفاصيل الصغيرة! أن تتحول الأيام لما قبل لقاءه وما يصاحبها من جنون وانتظار وشوق ولهفة... إلى ما بعد لقاءه من تحليق وسعادة وسكون واطمئنان والنشوة فالجنون مجدداً! حتى اليوم..لم يعد منقسماً إلى شمس الصباح وقمر الليل. ذلك اللون البرتقالي للاشراق، والأزرق الداكن للمساءوالكآبة، لا! تقسيمة اليوم اختلفت الآن..تحددها مكالماته التليفونية، و الانتظار ما بين مكالمات اليوم!البرتقالي لفرح الروح بسماع صوته، والأزرق الداكن من كآبة انتظاره! الألوان الآن تنتسب إلى الروح وليست للسماء ولا لعقارب الساعة! فأنا قد أشرق تماماً الساعة الواحدة بعد منتصف الليل اذا حدثني حينها! وأغفو واكتئب الساعة العاشرة صباحاً لأنه ليس هنا! قوانيني الان تختلف عن قوانين العالم المعتادة! وان لم تكن هناك مكالمة لليوم..اختلق أنا واحدة! اختلق سبباً..دائماً هناك سبباً ما لمحداثته..لابد ان يكون هناك سبباً لمحادثته! حتى وان كان هذا السبب فقط لكي أنام لليلة أو حتى ليبارك اليوم بـ "صباح الخير"!! لن أحدثكم اذن عن تسلله إلى احلامي ... ولا لسهري غير المبرر احياناً فقط لأن في حديثه مرت كلمة كـ "نصفي الاخر" مرور الكرام أو أي شئ من تلك العبارات المعتادة التي -وياللغرابة لذلك- كفيلة بإبقائي ساهرة طوال الليل... مبتسمة جداً، يعبث الضي بروحي لدرجة تمنعني من النوم مهما كنت مرهقة! لن أحدثكم عن هذا فلابد أنكم جميعاً مررتم به وتعرفونه ايضاً. إنها علامات الجنون المؤكد، تلك التي تحول حياتك إلى جحيم، بصخب الضحكات المفاجأة، وسعادة فائقة، مع بعض الدموع الحارة غير المفهومة كذلك! إنه ينفذ إلى تفاصيلي ... ينفذ إليها بصورة أعجز فيها عن منعه، يهتم بتفاصيلي الصغيرة التافهة. بل ويتذكرها ويتابعها ويسأل عنها!! وهذا الشئ غريب لمن لم تعتاد على ذلك اطلاقاً.. لمن اعتادت على استقلاليتها واحتفظاها بأمورها لنفسها رغم اهتمامها بمن حولها وتفاصيلهم الصغيرة! هو الآن..يهتم بي.. ويهدم استقلاليتي.. ينفذ إليّ كاشفاً ضعفي، (كيف سيصدق ابداً أني يوماً ما كنت قوية؟ هو الآن لا يعرف غير تلك الطفلة الصغيرة التي تركض روحها إليه!) لقد حطم اسواراً بنيتها منذ أمدٍ بعيد. هدمها جميعاً، بلا مقاومة مني! بل.. ربما قاومت.. بل بالتأكيد قاومت.. فهذا يفسر اياماً طوال بكيت فيها ولم أجد سبباً واضحا لذلك. كانت تلك معاوله تنفذ إلى روحي، تزيل طبقات الصدأ من على قلبي... ويصل هناك، ويتربع على ما أسميته كهفاً مهولاً.. وحوله إلى وعاء ماء! لقد صار لعنتي الأبدية، لعنة تصيبني بالجنون المحبب، ذلك الجنون الذي أتنفسه الآن..ه
______
تمت

6 comments:

بتنفس حريه said...

:)

انا كنت مبسوطه اوى و انا بقرا البوست
استمتعى بكل لحظه عيشيها و ضخميها
لان الحاجات الصغيره و لحظات الجنون دى
هو الى المِؤشر الى بيثبت لنا ان احنا عيشين

candy said...

انا حياتى كلها لحظات الجنون دى
أنا اصلا ماعرفش غيرها !!!
بس الأروع بقى أنها مش بسبب حد !!!
ودا اللى دينى طاقة أمان
أنها مش مرتبطة بأنسان
.......
بوست جميل

Samar said...

هنيئا هنيئا يا مجنونة
:P

:)
ربنا يسعدك دايما وأبدا وعلى طووول
ويخليكي سبب في سعادة الآخرين

:)

Anonymous said...

عمر الاكسجين مايقتل
هو يوجع اه للي عاش محروم منه فترة طويلة
ممكن يوجع قوي

لكن ماتخافيش
عيشي يا جوج

Epitaph1987 said...

بتنفس حرية
ربنا يوعدنا بمثل هذا الجنون
:)

Candy,
اتفق معاكي في النوع ده جدا! نوع ممتع مستقل بذاته! وده آمن من اللي مرتبط بوجود اشخاص ممكن تلعب معانا لعبة استغماية وتتعبنا معاها
:)

سمر
بس انا لسة بعقلي
:) ليكي وحشة

مصطفى
الاكسجين بيوجع قوي
حلو ده!

صاحبة الشباك said...

أستمتعت جداً وأنا بقرا كلامك ده
بسيط أه
لكن معانيه جميلة

ربنا يسعدك دايماً