اليوم لن أحبك. فقط..لن أحبك! سأكون لي فقط..لي وحدي. سأُزيح الستائر واتنفس بعمق وأُنحيك عن ذاكرتي جانبا. سأحتسي شاي الصباح بدونك. لن افتقدك وانا أُعد الفطور..لا احتاجك لتشاركني احتفالية النهار تلك. لن اعد النسكافيه، فأنا لا أحبه كما لا أحبك اليوم ايضاً. سأتنفس.. وحيدة، دون أن احتاجك معي لأتنفس، لن تدمع عيناي حتى وهي تأمل في حضنٍ منك يخبئني من عالم كبير بارد! بل سأبتسم. سأحب فيروز، لكن عفواً.. لا تجتاح الأغاني الآن، دعني استمتع وحدي دون صوتك تغني معها- صوتك نشاز، اسكت! ولن أمسك بهاتفي وأحدثك، أنا لم أحفظ أرقامك إلى الآن حتي حين ترحل.. لن تؤلمني عندها الأرقام بترديدها في جوانب عقلي..سيصير نسيانك سهلا تماما لاني لن اتذكر أرقام هاتفك، فلن أُجن! لن احفظها اليوم ايضاً، بل سأتعمد نسيان الهاتف في المنزل حتى لا احدثك في لحظة ضعف! لا أحبك اليوم. اليوم أحبني أنا فقط. اريدني لي! لن احكي لك عن تفاصيل يومي، انه يومي أنا... يومي الذي لست فيه، لن اشاركك اياه!! ولن اهتم بشئونك اليوم، لن اسأل عن قططتك الصغيرة السخيفة تلك، اليوم لا أحبها ايضا. انا لا أحب جريدتك ولا رائحتك ولا أي شئ! انا فقط احبني..! لن اكون كلمة مختزلة..أو حرف جر ينتمي إليك..حتى ولو لليوم فقط! أريد أن اتنفس...دون أن اغمض عيناي والألم يعتصر قلبي! اليوم لن أُختَزل في وجودك أو غيابك..اليوم "أكون"! اضحك لأني حقا سعيدة بما حققته أنا ، وابكي لأن شيئا ما أحزنني..شيئا ما آخر غيرك وغير هجرك وغير غيابك وغير أي شئ يتصل به ضمير الغائب العائد عليك! أنت ضمير مستتر في جملة حياتي.. تُؤلِمُني وتُسعِدُني..وتَسلُبَني مني! أنت تَقتُلَني وتغتال روحي... وأنت ضمير غائب.. أنت غائب!! أنت ..المتهم بسعادتي وشوقي واشتياقي وبكائي وجنوني وانهياراتي المتكررة..غائب! لذا اليوم .. ببساطة.. لن أحبك، لن اكون مفعول به بسبب فعل وجودك، أو فعل غيابك، أو فعل حبك حتى! اليوم لن أحبك، اليوم فقط.. لن أحبك.ه
____________
تمت