وإنتَ الأمل في العيون..*

إنت عارف اني مبقتش أصدق إني لسة أقدر أعمل معجزات صغيرة.. لا التريكو نافع ولا الكوفيات الصوف بقيت أعملها. ولا حتى معجزة الطبخ بقيت بتجيب نتيجة. أنا بطلت أطبخ اساسا. لا مهتمة بوصفة ولا بصوص جديد أتعلمه، ولا بقيت أركز في السوبرماركت اشتري حاجة لافتكاسة مجنونة زي زمان. ده حتى المكرونة بتاعتي اللي كنت بعملها دايما فشلت مني آخر مرة! تخيل؟ شوية السحر بتوع المطبخ اتبخروا ! ضيعت كل وصفات الكيك.. لا كيكة الجزر لقياها..ولا كيكة البرتقان ولا حاجة ابدا. هو أي نعم أنا كل كيكات الدنيا كانت بتبوظ مني..بس برضه، كنت دايما بحب أعملهم. بس دلوقت..مفيش، خالص! ده أنا حتى مبقتش اشتري فراولة وآيس كريم عشان أعمل سهرة البراونيز قصاد فيلم حلو. وليستة الأفلام الطويـــــــلة اللي عندي مبقتش أتفرج على جديد منها. بقيت بستخبى وأعيد وأزيد في اللي شوفته وعرفاه وبس. حتى الكتب مبقتش تبهرني، ولا مؤلفينها بقوا يصنعوا بهجتي. صانعي البهجة أصلا تعبير بقى غريب أوي! الكتب حزينة ان محدش بيقراها! أنا عارفة، أنا عارفة.. التراب اللي ع الكتب أبطل مفعول السحر مش كده؟ تعرف اني ببتسم لما حد بيكلمني عن بهاء طاهر، ولا يحكيلي عن رضوى عاشور..مبقتش أحس بحاجة أبعد من ابتسامة سريعة وبس كده. اللحظة بتنتهي عند ثانية الابتسام ودمتم. ده بقى اللي بيسموه خواء؟ ده حتى حتة التنطيط الطفولية بتاعة المعجزة اللي ح تحصل في الكون لما الكتاب ينزل ومؤلفه  يجي من بلاد بعيدة يتكلم في حفلة توقيع ويخطفك لأعلى نقطة سعادة...كل ده مبقاش يحوق. كل ده مش بيرن أي حاجة جوايا. كأنك مالكش نفس على طول لأي حاجة. لا مبسوط ولا زعلان، إنت بس ملكش نفس للحياة. خواء. خواء. أنا فعلا عِطلت ومش لاقية شحنة السحر اللي كانوا بيخلوني أدور ع القرفة عشان احطها في الكيك، ولا حتى أعمل كوفية كلها خروم واديهالك استعدادا للشتا .. ولا إني أستحمل المواصلات والحر والزحمة والطريق عشان ألحق أوقع كتاب جديد بجملة كليشيهية ح تخليني مزأططة لحبة حلوين قدام. أنا مبقتش أعرف أعمل معجزات زي زمان. وأنا فعلا محتاجة حاجة عظيمة كفاية تقدر تخطفني وترجعني ليا. فعشان خاطر أي شوية سحر لسة موجودين في الكون، خليك إنت تكون المعجزة 

____

تمت

العنوان: منير- بننجرح