Tuesday, May 1, 2007

اشـتـقـتـلـك






و رغم اللي حاصل من زمان
والوقت الكافي للنسيان
عزة نفسي كانسان

.
-1-
كانت تتصفح مجموعة صور ,لتلمع عيناها بمزيج من الذكريات و الالم, فكلما تجسدت لها ذكري جميلة معه, يشتد الالم بصدرها, فهو من تركها,هو من جرحها, هو من بحثت عنه في كل مكان و لم تجد, هو –للاسف- من احبت...اشتقتلك
.


.
ورغم الغلطة و ما حاله
وقصتنا اللي حلا
انه ننسي ها كله
.


-2-


تجلس وحيدة بغرفتها, تعود بذاكرتها يوم ان التقيا, وتتسائل لما تعلقت به منذ تلك اللحظة.. تجد الف سبب لحبها له, فهو كل شئ لها, هو ملاكها المنزل من السماء لها, تسعد بتلك المشاعر البريئة, لكن سرعان ما ذهبت تلك النشوة حين سألت نفسها ان كان فعلا يحبها..فلم تجد اجابة...سوي.. اشتقتلك
.


.
وواضح انك ناسيني
ومش محتاج تواسيني
و مش بقصدك تئذيني

.


-3-
رأته هناك, في مكانه المعتاد, اعتادت منذ فراقهما, ان تستترق النظر اليه, بلهفة المشتاق, فهي لم تنساه, يجلس هناك, يحتسي قهوته الصباحية وحيدا, تتنهد لما قد كان , تري احداهن تتحدث معه,تتسائل أتري تلك هي محبوبته الجديدة.. يجول بخاطرها الوساوس و الافكار..ولا يهدأ لها بال الا حينما رحلت الاخري و ظل وحيدا ساهما مع فنجان القهوة.. هنا فقط تركته مطمئنة القلب...واشتقتلك
.


.


اشتقت لك
اشتقت لي
بعرف مش راح تقولي
طيب انا عم قولك

.


-4-
معها تختفي الكلمات, يعجز عن البوح, يصطنع الكبرياء و الشموخ المحبب لها, اما هي فقلبها يؤكد لها انه يحبها رغم صمته الدائم, بأبسط الكلمات يجذبها اليه, و كالبحار العتيد يرخي الحبل, ليأسرها بين امواجه, و تذوب في دوامته لا تعلم اين النهاية..فقط شعور غريب لدي رؤيته في كل رحلة...اشتقتلك
.


.
طيب مش قصة و ما تقولي
و اصلا مش هون العلة
العلة ما تكون اشتقتلي


.
-5-
كانت تنتظر هذا اليوم.. يوم عودته من الخارج, فها هي خمس سنوات مرت دون ان تلقاه , تتزين امام المرآة تتسائل ان كان قد نسي,..هل سيرحب بها بحرارة المحب كما كان منه يوم ان سافر, تتردد للحظة وهي تتعطر , يتملكها الخوف ان يكون نبع حبه لها قد نضب, ,و بضحكة صافية تتذكر انه يحب عطرها هذا, يا لها من مصادفة, فقد اهداها هذا العطر مع وعد باللقاء ,فليطمئن قلبها من جديد , تكمل زينتها في عجلة من امرها و لهفة لتسارع لمقابلته ..اشتقتلك
.


.
وباعرف انه ما بيسوي
وشئ بيمنعني من جوا
وشئ تاني باحسه اقوي
.


-6-
ابتسامه تعلو وجهها فور وصوله, يقولون انها مشرقة اليوم, هل لانها رأته و صافحها؟ لا تعلم من اين تأتي تلك الموسيقي التي تحلق بالمكان, لما تشعر بسعادة غامرة بعد ان بادلته بعض الكلمات القليلة, لما احمر وجهها خجلا حين اثني علي جمالها و تألقها اليوم, حينما عادت الي بيتها مترجلة و لازالت تشعر بتلك الحيوية, وكالطفلة احتضنت وسادتها...اشتقتلك
.


.
وهي دي السجرة العتيقة
ياللي ما كنا نطيقها
حبيتها و اشتقتلها
.


-7-
انه عيد ميلادها, و شمعة وحيدة تنتظر من يطفئها, تنظر الي الساعة لقد تأخر,, يمر الوقت بثقل شديد, تنتظره, فلطالما انتظرته, هو الذي لم يفارقها لعشرين عاما الان, تنظر الي صورة علي يمينها تجمعهما في شبابهما , تتنهد لتلك الذكري.. ايام الجامعة وبداية قصة حب , لم يأت بعد, تنظر الي صورة الابناء, حتما سيكون فخورا بهما, الاول مهندس سار علي درب ابيه, و الاخر استاذ جامعي , تأخر الوقت, تطفئ الشمعة, تنظر بعين دامعة الي صورة بوسط الحجرة ذات شريط اسود علي جانبها...اشتقتلك
.


.
ما بعرف شو صايرلك
انت علي بعضك كلك
ما تقولي ما قولتلك

.


-8-
هو ذا الكتاب الذي استعارته منه يوما ما و لم تعده اليه ابدا, حالت الظروف بينهما ان يلتقيا مجددا, صنع الاهل و الاقارب هذا الجبل الجليدي الذي يؤلمهما, تجول بين صفحات الكتاب الصفراء, اشعار امضاءات اسماء, رسومات لازهار, و لعين ذات نظرة نافذة, هنا خط اسمها, فتبتسم لما قد مضي, وفي اخر صفحة رقم هاتفه, تتذكر ما قاله لها حينها "اذا احتجت لي سأكون هنا من اجلك".. نعم! هي الان في حاجة اليه, و بجرأة لم تعتاد عليها..و بقشعريرة تسري بجسدها... ترفع سماعة الهاتف.. تستمع الي هذا الجرس الرتيب..تبتسم بانفعال .. تضحك بخجل لدي سماعها صوته...واشتقتلك
.


.
هاللا عايش ع القلة
بكرة راح تستفقدني
تسأل

مين تاني
يقولي
اشتقت لك

!!
________


اشتقتلك : اغنية للرائعة فيروز