Feb 28, 2007 1:35 AM
الراجل ابو ميكروفون في البلكونة
بميدان طلعت حرب
العمارة و البلكونة و اللافتات و في ضهري العساكر
..
.
Cairo Burning
القاهرة تحترق
____
انطلقنا من الكلية بالعباسية الساعة اتنين و نص علي امل اننا نوصل وسط البلد في وقت قياسي عشان الحق اشتري بعض الكتب اللي كنت عايزاها, و بعديها نطلع ع السفارة الامريكية بجاردن سيتي – لا مش ح اهاجر لسة- انما لحضور عرض فيلم هناك ..الساعة خمسة
..
طبعا خطة التوقيت الزمني فشلت فشل زريع و لقيت نفسنا متأخرين و يادوب جريت علي مكتبة الشروق عشان اجيب اهم كتاب عايزاه للكلية و طبعا مش نسيت و انا هناك اجيب ديوان جديد لفاروق جويدة.. بس المشكلة ما ان وصلت ميدان طلعت حرب و الدنيا مقلوبة و عساكر و ضباط,, و خير اللهم اجعله خير فيه صوت عالي ميكروفون جي من مكان ما, و زي ما اكون كدة سمعت شتيمة في النظام و كلام كدة من اللي ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم: فساد , سرقة.. سونة.. قصور.. تعذيب,, سجون..مش يهمنا... اما الصوت اللي جي من العلالي انا قلت دول جند الله اللي في السماء جايين ينقذونا.. بينما عفاريت الاسفلت ( الشرطة بتاعتنا يعني) هاتك يا لاسلكي و الو الو يا مركز... اتاري بقي فيه واحد ببدلة و حليوة واقف في البلكونة و معاه ميكروفون و بيهدد و يندد و بيعلن ان حزب الغد ح يعمل مناظرة ما بين مرشحيه لاختيار رئيس جديد للحزب مش مناظرات اي كلام بتاعتهم ( الحكومة يعني..هو اللي بيقول والله مش انا) .. ناس بتصور .ورايا عربية شرطة و ظباط و عساكر.و هووب طلعت الموبايل تك تك.. اصحابي بيحاولوا يوقفوا تاكسي للسفارة الامريكية..التاكسيات مش بتقف خايفة.. قالوا القيامة قامت خلاص..ما بالك تقولهم السفارة الامريكية كمان..!!!.. المهم انا بعدت عن اصحابي شوية و صورت الراجل ..و اخدت صورة للعساكر..و هوووووب لسة جاية اعمل فيديو عشان صوت و صورة.. لقيت لك عزرائيل..و حساب الملكين...( تف تف تف بسم الله الرحمن الرحيم.). فيه واحد علي ايدي اليمين و التاني ع الشمال.. و لزقين فيا بطريق غبية اوي.. انتي صورتينا... طلعي الصور..هاتي الموبايل.. ( بهدوء وانا قافشة ع الموبايل) لا انا صورت عادي الشارع و العمارة..لا طلعي الموبايل... لا ما هو عادي انا مش صحفية و لا نيلة.. هاتي الموبايل..خلاص خلاص استني.. ح اطلع الصور عشان تطمن.. دي كلها لقطات عادية ..اهيه الصورة ديه ( بيشاور علي صورة لعربية الشرطة و شوية عساكر و ضباط ) دي مفيهاش حاجة و بعيدة!!.. لا امسحيها.. بعد مداولات قصيرة..خلاص ح امسحها!! (محدش يقولي مسحتيها ليه عشان انا معرفش اتكلم مع ناس دماغهم متركبة شمال).. ماسبش الموبايل و لا انا الا لما شاف انها فعلا ديليت و ما هموش صور الرجل بتاع الميكروفون
..
مفيش تاكسي للسفارة و انا مشيت و حكيت لاصحابي في الطريق اللي جم وقفوا معايا لانهم اتخضوا من منظر الظابط وهو واقف معايا بالمنظر ده..مشينا للسفارة الامريكية.. عشان الميعاد.. حكيت لهم في الطريق اللي حصل و الحمد لله ان الموضوع خلص علي قد كدة..مع انها حتة صورة مش واضحة اوي.. بس بتقول انهم موجودين
و محاولتش افسر خوفهم و ذعرهم من حتة صورة زي ديه صغيرة.. و العسكري(ولا ايه كانت رتبته) بيستظرف بيقول لصاحبتي اللي جت جري تشوف فيه ايه واقف لي كدة ليه عشان مايتدخلوش و يبعدوها : معلهش..اصلي ماحبش مراتي تشوف صورتي منشورة!!!!!! اصل الصورة متصور فيها ببمبي مسخسخ باين
...
Missippi Burning
المسيسيبي يحترق
_____
المفروض ان فيه عرض لفيلم "المسيسيبي يحترق" في احد قاعات السفارة الامريكية (السفارة مش الجامعة..و للاسف بياخدوا الموبايل ع الباب من برة لذا ماصورتش حاجة من جوا)..بيدور حول العنصرية ضد السود في امريكاو واقعة سنة 1964 اللي قام فيها التطهير العرقي و التخلص من الزنوج و القيام بابشع التصرفات الوحشية ضدهم و حرق كنائسهم.. ناهيك عن انتشار الفساد.. حيث الظابط و عمدة البلد متواطئين مع الجماعة اللي بيقوموا بتلك الاساليب الوحشية.. فبمعني اصح بتلاقي الفساد اللي وصل للنظام و بقي يسمح انه قصاد عينه يهان المواطنين.. فقط لانهم سود او يهود او من اي جنس تاني غير الانجلو ساكسوني..مع انهم امريكان
...
فيه الظابط الشاذ جنسيا و اخلاقيا و سلوكيا و فاسد و يقوم باعنف الاعمال ..اللي مش ح احكيها ,لكن كله قصادك يا حكومة.. غير ان القضاء غير عادل..و بيضطر عملاء اف بي اي انهم يغيروا من طريقتهم بقيادة جين هاكمن عشان يوقعوا بهؤلاء المجرمين و بعض من الحق يرجع تاني لاصحابه
...
و في مشهد جميل في جنازة احد النشطاء الزنوج اللي قتل هو و اتنين بيض (بس يهود) علي ايدي الجماعة سابقة الذكر اللي بتناشد بتطهير العرق الانجلو ساكسوني و رفعته عن اي شئ اخر, بنلاقي الواعظ الزنجي واقف بيلقي كلمته. بيناشد بكل غضب.انه حان وقت الكلام و الافعال و الخروج عن الصمت..و الوقوف في وجه الظلم..حان الوقت للتعبير عن القهر و الظلم..و الدفاع عن النفس و عن حضارتهم و ماضيهم و كيانهم
...
Heart of Darkness
قلب الظلام
مش عارفة ليه وانا راجعة في السي تي ايه باستعيد احداث اليوم كله... لقيت ان من ميسيسبي لوسط البلد يا قلبي لا تحزن...ميسيسبي تحترق.. القاهرة تحترق.. بالفساد, بالظلم ,بالسكوت ,بالخنوع ,بالغضب ,بالقهر, بالقرف ..انها
"تحترق و تحترق.. بصيت للرواية الانجليزية اللي كنت اشتريتها " قلب الظلام
عن العنصرية برضه و نظرة عنصرية لابناء افريقيا و السواد مش باللون و العرق بس..انما الاخلاق و الشرور
...
الدبلوماسية اللي كانت بتعلق ع الفيلم ( امريكية سودا كوتة يعني و لا كونداليزا رايس) اسمها ناتاشا كانت لسة واصلة حالا بالا من اسكندرية نزلت من القطر علينا ومع ذلك التزمت بالميعاد و قدمت الفيلم و قامت بتحليله معانا..عرفت نفسها انها عملت في اسرائيل, جمايكا و الكاريبي (!!!).. و بقالها ست شهور في مصر.. و ح تكمل لمدة اربع سنين هنا.. و في سؤال خبيث عند نهاية العرض.. سألها احد الحضور.. شوفتي تفرقة عنصرية هنا قي مصر؟؟! ردت... ايوة... طبعا!! العنصرية مش ضد الالوان و الاعراق و بس..انما في كله!!
...
وبعد ان قررت اراحة عقلي بعض الوقت , تركت الظلام و القهر و الظلم..و بدأت بقراءة الابيات علي ظهر ديوان فاروق جويدة.. فوجدت تلك الكلمات
:
قدمت عمري للاحلام قربانا
لا خنت عهدا ..و لا خادعت انسانا
شاخ الزمان ..و احلامي تضللني
وسارق الحلم كم بالوهم اغوانا
شاخ الزمان و سجّاني يحاصرني
و كلما ازداد بطشا..زدت ايمانا
أسرفت في الحب.. في الاحلام.. في غضبي
كم عشت اسأل نفسي: أيّنا هانا؟
ها هان حلمي..ام هانت عزائمنا؟
أم انه القهر..كم بالعجز أشقانا؟
شاخ الزمان..وحلمي جامح أبدا
وكلما امتد عمري..زاد عصيانا
والان اجري وراء العمر منتظرا
ما لا يجيء..كأن العمر ما كانا
...
و يجعله عامر