قادة صغار ومثقفون صغار

كتب الشاعر مريد البرغوثي

______

ابتلي المواطن العربي منذ أربعة عقود بقيادات رسمية صغيرة ومثقفين صغار أيضاً. وهؤلاء دأبوا على تصغير كل قضية وتصغير كل فكرة لتنسجم مع حساباتهم الضيقة التي يتمترسون خلفها. إن الهولوكوست الإسرائيلي ضد غزة الآن شأن كبير وخطير سوف تترتب عليه أمور جسيمة اياً كانت نتيجة القتال. لكن بعض القادة وبعض المثقفين يصغرون الأمر تحت معنون فتح وحماس وينطلقون في مواقفهم وتحليلاتهم من مناصرتهم لأحد الفريقين مهما حدث ومعاداتهم للطرف الآخر مهما حدث. هذا أمر يحزنني كثيراً لا لأنه يؤدي إلى إساءة فهم الحاضر ولكن لآنه برهان على إساءة فهم لماضي الصراع ودليل على إساءة تقدير مستقبله. هؤلاء قادة ومثقفون لا يفكرون فيما يرون بل يرون ما يفكرون فيه. هكذا يتم طمس الجوهري ويتم التشثبث بالعابر والهامشي. وفي اعتقادي أن الجوهري اليوم هو التالي:ه

أولاً: غزة على حق لأنها أرض محتلة ويمنحها القانون وشهوة الكرامة والرغبة في الحياة الإنسانية الحق في أن تقاوم الاحتلال.ه

ثانياً: الصواريخ ليست سبب الحصار والصواريخ ليست سبب المذبحة الإسرائيلية فقد حوصرت فتح ومنظمة التحرير وذبحت مدن ومخيمات الضفة، رام الله ونابلس وجنين والخليل دون صواريخ.ه

ثالثاً: الجيش الإسرائيلي سيقتل ويهدم ويدمر ولكنه لن ينتصر، لن ينتصر لسبب بسيط إنه لا يطلق النار على دولة ولا على جيش ولا على جنود وضباطً، بل يقاتل فكرة..ه

نعم إسرائيل تقاتل فكرة هي فكرة الحق في مقاومة المحتلين. هذه الفكرة دافع عنها الشعب الفلسطيني والعربي جيلاً بعد جيل وهي ليست قابلة للموت..ه

رابعاً: غزة لا تحتاج قصائد ومدائح بل تحتاج أن نواصل العمل لإنهاء حقبة هؤلاء الحكام الصغار في قصورهم الكبيرة.ه

غزة تقوم الان بحماية طفلتها الوحيدة الجميلة وتحتضنها بين أزقة الحريق والدخان ، تسهر عليها وتفديها بكل ما تملك من قوة، غزة تحمي طفلتنا التي اسمها الحرية.ه

مريد البرغوثي