يجلس بركن الغرفة, يتصفح بعض أوراق العمل, منشغلاً هو, بالكاد يلحظ وجودي, يطفئ سيجارته الثالثة.. يرتشف قليلاً من القهوة..وتلك العوينات تحجب عيناه عني!! "عايزة اتعلم بيانو" , اعلنها له من علي كرسيي الهزاز, .يضحك, فنحن لا نمتلك البيانو اصلاً! انظر الي تلك المساحة في الغرفة, اتخيل ...بيانو, جو كلاسيكي, استمر بالعزف وهو بين أوراقه يستمتع بتلك النغمات الرقيقة التي حتماً ستحدثه عن حبي له. سيترك كل شئ, ويجلس بجواري وأنا أعزف, أصابعه ستشترك في عزف أعذب لحن يأسر القلوب! "خيالك واسع"...فاضحك! اسحب كرسياً واجلس الي جواره, اضع رأسي الصغير علي المنضده..بمحاذاة الورق, وعيناي لا تفارق وجهه, ينظر اليّ بين الفينة والاخري, "مجنونة انتي".. ارد بكل هدوء وانا ابتسم وعيناي لا تفارق وجهه الحاني "مجنونة انا"!... تمتص وجنتي برودة زجاج المنضدة, و تتحول الي بقعة دافئة كلما اطلت النظر اليه! يترك أوراقه قليلاً, يمرر أصابعه بين خصلات شعري الأسود القصير, يداعب وجنتي , "كدة راسك ح توجعك"... "مش مهم" اجيبه بنبرة هادئة سريعة دون أن أحيل نظري عنه! كان ينتابني شعور غريب منذ الصباح بالقلق والخوف..وكعادتي منذ الطفولة..كلما داهمني هذا الشعور بعدم الأمان بغتة, أجلس بجوار من أحبهم, اختبئ بين أحضانهم, استمتع بهذا الدفء, حتي أغمض عيناي! "مش ح تخلص بقي؟".."شوية كدة"! صرت أعتاد علي إجابته المقتضبة تلك, لكنها بدأت تزعجني في الأونة الأخيرة.. كأنه ليس معي! تعبث فيروز بعقلي "شو بخاف حتي الخطب ما يلاقيك"! أعود إلي الكرسي الهزاز..وكسيدة عجوز تخطت الستين، أمسك بإبر التريكو المعدنية الباردة.. لأستمر بغزل كوفية صوفية , يتضفر فيها اللونين "الازرق" و "الوردي"..فأنغمس في حديث صامت بيني وبين تلك الغرز الدقيقة! في أول سطر حدثتهم عن حبي له, وأني افتقد وجوده معي. في السطر الثاني, أسب عمله الذي يسلبه مني, وحينما وصلت للسطر الخامس, كنت قد انتهيت من وصفة "صينية البطاطس بالزعتر واللحمة" التي تعلمتها من أجله ! واستمر.. أحيك الغرز بعصبية وأنا اشكو لها منه... ولدي السطر العاشر..أتوقف لأني أبكي سراً بلا أي داعي! أُلقي بالتريكو جانباً, اترك منفعلة الكرسي الهزاز يتحرك هو الاخر بعصبية في مكانه, اذهب إاليه.. التفت من خلفه, أميل بجسدي الضئيل علي ظهره المنحني علي الطاولة,ذراعاي تلتف من حوله, ولا تفلته من بين أحضاني الان, وصدري يعلو ويهبط مع أنفاسه. "انا متضايقة اوي...انت وحشتني اوي"! يربت علي يدي و يلثمها.."وانا باحبك اوي" ! وأسمع أنا من حيث لا أعلم أعذب لحن..من بين دقات قلبي وقلبه!ه
_____
تمت
12 comments:
I am the 1st to reply heeeeeeh :))
It is an amazing story, i loved the details and the talk wiz her needles
how she missed him and at the same time she gave him excuses till she is fed up ..
bgd teslm 2edek did not read such a romantic story from long time :))
قصة في منتهى الرقة
أحيي جدا جدا بطلة القصة على إصرارها وتصميمها على إستعادة إنتباه جوزها وحبيبها
فيه ستات كتير بيزودوا الحائط أو الفجوة اللي بينهم وبين أزواجهم لحد ما الموضوع يبقى مالوش رجعة من تاني
تحياتي
أيه الاحساس الرائع ده كلام روعه مشاء الله
بس ده طبيعى احنا اتعودنا خلاص منك على كده
اجمل حاجه فى القصه دى انها واقعيه فعلا ومافيهاش مبالغه ومهمه جدااااااااا
لان فعلا معظم الزوجات بيتسببوا فى وجود شرخ كبير بينها وبين زوجها وبيؤدى فى النهايه لفشل
أحيك بجد :)
شابوه لكي يا جوجو
حلوة قوي و رقيقة قوي و لمستني قوي في وقت كنت محتاجة أحس فيه بالأحاسيس دي
دمتي مبدعة
رقيقة قوي يا جوج
احلي حاجة في كتابتك ان مافيهاش فزلكة فارغة
عشان كدة بتوصل القلب
دا معندوش احساس اوى بس يمكن الراجل مشغول ! عايز يترقى ولا حاجه
قرأتها اكثر من مره و و جدتها رائعه
تحياتى
آه
رهيبة بجد....
"وعينانى لا تفارق وجهه الحانى"
رغم الجدية التى ترتسم على وجهه اثناء العمل هى الوحيدة التى تستطيع رؤية وججه الحانى..
"يمرر أصابعه بين خصلات شعرى الاسود القصير,يداعب وجنتى"
قمة الحنان
"دون ان احيل نظرى عنه"
اصرار على العطاء رغم كل شىء
ذراعى تلتف حوله ولا تفلته من بين احضانى"
هوا دا "بالظبط" الدفء الحقيقى المفتقد فى ليالى الشتاء
_____
رائعة ياهاجر
انا قريتها من أول ما حطيتيها
بس ما جاليش قلب أعلق
وقفت هنا
...
""!... تمتص وجنتي برودة زجاج المنضدة, و تتحول الي بقعة دافئة كلما اطلت النظر اليه!"
دي فيها كل حاجة
لب القصة يعني.. المعنى
..
أحييكي تاني
جررتي سيلا من الدموع من علي عيوني :(
روحي يا شيخه ربنا يسامحك و يكرمك
هكذا يكون الابداع .. مش عارفه اقولك ايه
ما علينا
:))I am glad that you felt it that way!!
يا مراكبي
المفروض..نقرب مش نبعد
مش كدة ولا ايه؟ :))
شكرا علي ٍرأي حضرتك :)
محمد حداد
:)) اهم حاجة القرب والدفا
مش البعد والجفا
:) تحياتي
أم هاجر
ميرسي ليكي يا جميلة
دمتي جميلة :)
مصطفي
باعتز دايما برأيك وتعليقاتك يا مصطفي :)
أحمد
LOL
ممكن...عشان يجيب لها البيانو
:D
Beautiful Mind,
طب انا المفروض اعلق علي كلامك مثلا يعني؟
:D
حنين وعاقلة
:)
انتم كل الرقة والجمال
:)
Post a Comment