أنا فزعانة

كانت تمرر أصابعها الرقيقة بين خصلات شعرها الناعمة المبعثرة.. تتنهد، فتطلق زفرة دافئة أخشي أن تفتت قلبها، وتجعل قلوب من حولها تنصهر! كانت عيوننا لا تلتقي..لكني كنت أعرف معني صمتها! هي تفكر..هي تفكر به! تعبث بخصلاتها قليلاً، تمسك بتلك الخصلة القصيرة التي تدغدغ جبهتها ..تلفها بحركة تلقائية رتيبة حول طرف سبابتها..تتركها لتتموج قليلاً، ثم تعيد لفها من جديد! اذن فهي تستغرق في السؤال..ماذا الان؟! اذا ابتسمت فجأة..ابدأ بالقلق، فهي لتوها قد تذكرت حوار ما دار بينهما أضحكها فيما مضي! فتكتم ضحكتها الان عني حتي لا أظن أنها جنت! تباغتها عبرة تعتقد اني لا أراها، عبرة دافئة تلامس وجنتها الممتلئة قليلاً والشاحبة كثيراً.. فأعلم انها تفتقده وتدرك مجدداً غيابه عنها! اذا أطاحت برأسها الي الوراء، فهي اذن تأخذ نفساً عميقاً وتغمض عينيها لتنسي ..وتنسي!كأن رأسها الصغير مثقل بالهموم..أوشك ان ينفصل عن جسدها الضئيل ! أما حين تنظر اليّ نظره خالية من أي معني، بعينين توقفت منذ أمد عن اللمعان.. فهي تستجديني أن أجعل هذا الألم يرحل عنها, أو أنها تبحث في عيناي عن اجابة لسؤال لم تسأله..وأنا لن أجد له اجابة! وحين تحكم بقبضتها القوية علي فنجان النسكافيه البارد ، وتمسكه بكلتا يديها، فهي تشعر بالبرد..وتحتاج الي حضن دافئ ..حضن لن تطلبه بالتأكيد! وانا فقط سأضغط بيدي القوية علي كفها الرقيق، لأُشعرها بوجودي..فتبتسم بزاوية ثغرها، وخصلات شعرها قد أخفت عينيها عني- فهي اذن ستبدأ في البكاء الصامت! وعندما تطيل النظر في تلك النقطة غير الموجودة ..فهي تهرب من بين ايدينا بعيداً ..بعيداً جداً.. في رحاب السماء الواسعة لتكن أكثر رحمة بها منا !ه

____

العنوان: أغنية لفيروز